المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر التأريخ!



المراسل الإخباري
12-25-2021, 22:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ..كل تاريخنا جملةٌ
فعلها الآن ماضٍ.. وفاعلها شاعر مستتر!
لا أعرف كيف أحب أن أقلّب صفحات التاريخ اليوم بشكل مغاير عن طفولتي الأولى التي انشغلت بجمع ما استطاعت من مرويات الأجداد، اليوم لديّ رغبة جديدة في اليقين بما قرأت.. لاسيما ومصادر التاريخ انحصرت أو تكاد بالنسبة لي، على ما بلغته منها عبر الشعر الذي أنفقت شغفي عليه، نعم تجلّى لي دائماً أن الشعر تحمّل مؤونة التاريخ، واحتمل بالتالي حقيقته، وهنا تكمن معضلتي الكبرى مع هذا التاريخ الذي حصلت عليه من خلاله، فالشعر كفن لا اختلاف فيه من حيث الصدق والكذب أو حتى أمانة ما يقول، فحرفته الجمال لا التحقيق، وبالتالي التأثير لا التوثيق، وفي المقابل يظل التاريخ في ذمة ناقله!
أعرفتم الآن كم أنا بحاجة لشيء آخر يحقق لي هذا التاريخ الضخم الذي يموج في صدري دون يقين.. لعله
«علم الآثار» وهو كما يقول الدكتور محمود حامد الحصري في بحث له بعنوان علاقة علم الآثار بالتاريخ منشور على شبكة الانترنت: «...إن كان علم التاريخ يبحث عن تاريخ الإنسانية فعلم الآثار هو أداة الكشف عن مراحل الإنسانية، ليس هذا فحسب بل يشكل عمر البقايا الأثرية 95 % من تاريخ الإنسان أي المراحل التي سبقت ظهور الكتاب في عمق التاريخ الإنساني...)!
لاحظوا 95 % مقارنة بالكتابة.. الكتابة وليست الشعر، وتاريخنا العربي القديم الذي حمله لنا الشعر.. ظلّ شفوي المنشأ مكتوب الأهواء كما أرى، فلم يبدأ عصر التدوين العربي إلا بعد أن تباينت الكتل السياسية وتعددت على اختلاف مواقفها الثقافية والحضارية بل والأيدولوجية، وبالتالي انعكس ذلك على ما بلغنا منه بصورة فاضحة جلية لي اليوم، ولكن ماذا لو خالفت الآثار المرويّات، أين سأذهب بكل هذا التاريخ الذي قيل لي دون تحقيق...؟
هو سؤال لا يشغلني وحدي اليوم، ولابد أن هناك كثرين مثلي تلقّوا التاريخ كما شاءت له القصيدة، ومع هذا أظنني لن أذهب بعيدًا بل سأكتفي بما قاله لي الشعر الذي أحببت فحسبي منه تاريخاً أتذاكره جمالاً.. دون أن أخشى الكذب أو أدّعي الصدق..!
فاصلة:
قال من أين تأتي
الوجوه التي تستدل بها الشعر
غابت وراء الطيوف
قلت يا امرأةً تورق العمرَ
تبقى القصيدة.. أن تورقي
في ربيع الحروف..




http://www.alriyadh.com/1925935]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]