الشمبترية

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/media/thumb/56/9e/800_4740d91f18.jpg استطاع الإنسان عبر تاريخه أن يتجاوز عقبات كثيرة كانت تشكل مصدر تهديد لوجوده، ولعل ثوراته الكبرى الزراعية ثم الصناعية خير شاهد على قدرته على تكييف الواقع من أجل بقائه.
نشهد في العقد المنصرم تشكل ثورة إنسانية جديدة هي الرقمنة، وفيها يتشكل الوعي بطريقة مختلفة عن السابق جذريًا، فلم يعد السرد كما كان في السابق، فالإنسان الذي وصل في ثورتيه إلى التسيد على الطبيعة، أصبح عبدًا للآلة الآن، ولم يعد قادرًا على التخلص منها كي لا يفقد قدرته على الوجود!
اقترح الفيلسوف النمساوي الأمريكي جوزيف شمبتر أن تتم هذه النقلة عبر نظريته الفوضى الخلاقة، وهدفها تغيير الواقع والبدء بخلق واقع جديد مختلف، وسبب ذلك أن الإنسان أو العالم وصل إلى مرحلة لابد له وأن يعمل على تغييرها، فتركزت نظريته على تغيير الحال الآني المرهق وخلق واقع جديد مختلف، وكان هذا المختلف يقوم على تسيد الآلة وثورة إنترنت الأشياء التي سيبزغ نورها في الثمانينات بعد وفاة شمبتر بثلاثين عامًا.
أصبح الواقع الإنساني الحالي يهدف إلى جعل الآلة سبباً لتحقيق لذته وراحته الجسدية، فاخترع بمساعدة الآلة! آلات تحقق له هذه اللذة وتلك الراحة، وأضحى قادراً على إنهاء كل أعماله وهو جالس على أريكته يشرب قهوته ويشاهد مسلسله المفضل بعد أن كان ينهي واحداً من أعماله في ساعات طوال تنقلاً بين المكاتب والمؤسسات ثم يعود منهكاً لا يستطيع عمل غير الذي قام به، وهذا جيد، لكن المؤلم أنه ارتاح جسدًا وبدأت عذاباته النفسية بسبب الفراغ الذي خلفته الآلة التي قامت بأعماله، فنشأت مشكلة جديدة تحققت في راحته الجسدية مقابل عذابه النفسي، وهذا ما لم يفكر فيه الإنسان أثناء اختراعه هذه الأدوات المريحة! الشمبترية الجديدة تسعى إلى وضع حلول لهذه المعضلة كي يستقيم حال الإنسان، لكن الداروينية الاجتماعية والتي تتمثل سياسياً باليسار الأمريكي ترى أن الإنسان لابد وأن ينتهي بيولوجياً ويتحول إنساناً آلياً، فكيف يكون ذلك؟!




http://www.alriyadh.com/1925925]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]