تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنت مؤمن؟



المراسل الإخباري
12-28-2021, 23:15
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
نحن اليوم مسلمون بالفطرة فما دورنا بعد ذلك وهل قمنا به كما يجب؟ فالأمر لا يتعلق بدينك بل بما في قلبك ونفسك وروحك تجاه الخالق، إنه إيمانك فما مدى صلابته وعمقه تلك الصلابة التي تجعلك قوياً في التعامل مع الأحداث العامة والخاصة..
خيط رفيع وشفاف يشبه خيط سنارة الصيد ذاك الذي يفصل بين أن يكون المرء مسلماً فقط أو مسلماً ومؤمناً.
خيط يتسسل من الداخل للخارج وقد ينعقد ويتشابك ويسبب كثيراً من الآلام الظاهرة والخفية.
خيط قد لا يراه الإنسان في نفسه فكيف بغيره وهو الذي جعل بعضهم يرون أنهم يحسنون صنعاً في حين أنهم من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا!
ذاك الخيط هو الذي أنشأ جماعات الإرهاب القاعدة وداعش وغيرهما. وهو الذي نظمت فيه جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من الجماعات أفرادها فرداً فرداً ممن يعمل منهم وينفذ برامجهم وممن يؤيدهم ويعتقد أنه ينتصر للحق!
وهو أيضاً الذي يضخ في الألسن طاقة عجيبة على الثرثرة والأكاذيب والخبث ودس السم في العسل الذي تجرع منه كثير من الناس كأساً بعد أخرى وتجرع منه من لا ذنب له سوى ضعفهم الذي جعلهم يصدقونهم وينساقون خلفهم فكانت الخسائر كبيرة جداً للطرفين.
وهو أيضاً الخيط الذي استغلته الخطط الدولية المجنونة عند الغرب والشرق لتصطاد فرائسها.
ذلك الخيط تفرع حتى صارت أذرعه الأخطبوطية تمتد في كل اتجاه ولكل ذراع تخصص وهدف يعملون به وله وتعددت المسميات والصفات فذاك مطوع والآخر ملتزم والثالث ملتحٍ فإذا ذكر الاسم أتبعوه بالصفة حتى يوقن السامع بأن المقصود لا شك فيه! وقد انتشرت هذه المسميات والصفات بين النساء والرجال الذين اختاروا أيضاً أن يكون لهم شكل خارجي يتميزون به عن غيرهم! كزيادة في إظهار علامات التقى! وكثير منهم كانوا يتلونون ويتطورون في كل ساعة حسبما يحتاجونه في كل تعاملاتهم اليومية ومع كل ذلك كان ضعفاء الوعي من الناس يرتبكون أمامهم ويصدقونهم ويرفعون درجاتهم الدنيوية رغم ما يرونه من تناقضات ظاهرة فيما بين الأقوال والأفعال! فهل اتضحت الصورة اليوم أم زادت التباساً وتعقيداً في جوانب أخرى؟ بعد أن ابتلعت الأحداث السياسية كثيراً من الخطط الفاشلة لهم وبعد أن سقطت الأقنعة، فماذا بقي للناس ليبحثوا عنه في الخارج وهم بحاجة ماسة للبحث في الداخل.
إن ذلك الخيط الرفيع الشفاف الذي يفصل بين أن تكون مسلماً أو مؤمناً هو ما نحن بحاجة إلى البحث عنه في أعماق نفوسنا فهل يستطيع الجميع أن يفعل؟ حتى لا تنطبق عليهم الآية (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا) ونحن لسنا كأولئك فنحن اليوم مسلمون بالفطرة فما دورنا بعد ذلك وهل قمنا به كما يجب؟ فالأمر لا يتعلق بدينك بل بما في قلبك ونفسك وروحك تجاه الخالق، إنه إيمانك فما مدى صلابته وعمقه تلك الصلابة التي تجعلك قوياً في التعامل مع الأحداث العامة والخاصة. الإيمان ذلك الحصن الداخلي المتين ليس لأنه يجعلك تؤمن بأن الله موجود وتؤمن بالبعث والرسل والملائكة بل لأنه يجعلك تؤمن بأنه قريب وقوي وقادر لكي لا نسأل كالذي قال (أنى يحيي هذه الله بعد موتها) حتى قال عندما رأى البرهان (أعلم أن الله على كل شيء قدير)، وحتى تكون الآية الأخيرة راسخة في قلوبنا مع كل تفاصيل الحياة بما فيها من أفراح وأتراح وهموم وتقلبات يخيل إلينا أنه لا حل لها فيصيبنا اليأس ونضيق بما ابتلينا به بسبب ضعف إيماننا فلا نخلص في التوجه! إنه الإيمان الذي يدعمنا لكي نلجأ ونلوذ بالقوي القدير فتصحبنا هذه القوة الإيمانية في كل الطرق وتخلصنا من نقاط الضعف التي تتعارض معه، وما أكثرها وما أشد تغلغلها في تفاصيل أيامنا وهي تطيح بنا بين عدم الرضا والخوف والقلق وتبعدنا عن اليقين وحسن الظن والإيمان العميق.




http://www.alriyadh.com/1926429]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]