المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا تكن نمطياً



المراسل الإخباري
01-05-2022, 23:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قد تفرض علينا الحياة أنماطا محددة من المعيشة بسبب طبيعة مجرياتها المتنوعة، وطبيعتنا الذاتية، وقدرتنا على التكيف مع متغيراتها ومتطلباتها، كثير من الناس لا يستطيع التكيف والتناغم لأنهم يعيشون بطريقة محدودة خاضعة لطقوس وقناعات خاصة، لا يستطيعون تجاهلها أو إهمالها، حيث يشق على الآخر كسر هذا الاعتياد وتغييره، ويصعب عليهم تبديل الأنماط من السلوك، فتكون المحصلة أنهم يجدون صعوبة بالغة لكي يندمجوا مع الآخرين.
هذه الأنماط السلوكية قد تسبب العزلة الاجتماعية، تضعهم في حالة مزاجية تصعب إدارتها تفضي إلى عدم الاستقرار الداخلي للفرد، فتتكرس نظرة الفرد السوداوية للحياة، ويتكثف الشعور باللاشيء الذي يصيب أحدنا لفترة أو فترات.
التشكل النمطي في السلوك لا يكتسبه الفرد بشكل مفاجئ، ولا يحدث بطريقة مفاجئة، بل هو تراكمات قريبة وبعيدة تصب في قلب وعقل أحدنا تجعله في حالة والدوران الذاتي لا يستطيع الخروج منها إلى أفق جديد، وبالرغم من نزعة بعضنا إلى العشوائية بين فوضى الإحساس يقودنا ذلك إلى التنميط الحياتي والفكري.
لنتأمل أحوالنا بين الروتين والملل اللذين يجعلانا ننسكب في إناء الاعتياد اليومي، فمن حين لآخر عندما يعتاد عقل الإنسان على القيام بنفس الشيء كل يوم دون أي تجديد يُذكر، تشعر حينها أن الوقت يمر دون أن تتخيل ما تُريد،
تكمن الرتابة في الشعور والتعب العقلي الذي يتمثّل بعدم الاهتمام في التفاصيل الصغيرة الخاصة بالمهام، والمعايشة الحياتية الفاعلة فيصبح تكرارها أمراً مملاً. كما أن نقص الوعي الذاتي لدى الإنسان من أكثر مسببات العيش والتفكير النمطي، حيث يكون لديه مشكلة في التعاطي الواجب تجاه متغيرات الحياة، أو وهن في التفاعل الاجتماعي، أو التبلد الحسي الذي لا ينشط بالإثارة حوله وكذلك ضعف التعبير عن مشاعره أو معرفة الأمور التي تجعله سعيداً.
مؤكد أن الناس يختلفون في أنماطهم الشخصية وقدراتهم على تحويل عيشتهم وأفكارهم النمطية إلى مساحات غير نمطية وذلك يتوقف على أمكانية اعتمادهم على آلية التحفيز الداخلي والدافعي وكذلك استجابتهم للمثيرات الاجتماعية المتوازنة.. فكل فرد هو كتلة من المعارف والسلوكيات لذا فإن تطوير المعارف والمدركات هو تطوير للسلوكيات.
البعض يحمل شعورا بأنّه مقيد بنمطية حادة ولا يمكنه تنفيذ ما يريد، ويرى ذاته وفكره معطلين بأسباب متعددة، وذلك بسبب أنه لا يستطيع السيطرة على ما يريد القيام به، ولديهم سوء تقدير لوضعهم وتقييم المعطيات حولهم بطريقة خاطئة.
ويبقى القول: ما بين السلوك والتفكير هناك بؤر تتمثل فيها أشكال النمطية المقيتة فما يكرر ذاته فكرا وسلوكا سيجد أن الصعوبات الحياتية وإدراكه لكثير من الأمر سيخونه كثيرا.. ومسألة الحاجة إلى تحديث الرؤى والقناعات التي تفرض سلوكا نمطيا عبر البحث عن تعزيزات إيجابية، ومحفزات لائقة هي مسألة ضرورية ملحة لأن إدخال التغييرات الجديدة قد تحافظ على الشغف الحياتي والنشاط الفكري وتفكك قيدنا النمطي.




http://www.alriyadh.com/1927876]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]