المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشياطين الإدراكية!



المراسل الإخباري
01-08-2022, 23:26
http://www.alriyadh.com/media/thumb/8b/9b/800_cd2ac49d5b.jpg إدراك ما يمكن استظهاره في عالم الواقع ليس بالأمر الهين، بل يمر بمراحل قد تُعجز الإنسان عن مواصلة سيره نحو تغيير واقعه حسب مراده.
يستقبل الإنسان المؤثرات الخارجية على شكل نبضات كهروعصبية، ثم تتحول إلى إدراك عندما يبدأ في تفسيرها ووضع مفاهيم لها ومحاولة التعايش معها، بعد ذلك يحولها إلى سلوك ينتهجه ويُعرف عنه حتى تتكون معه شخصيته، وهذه الخطاطة تشبه حالة الحاسوب الذي يعتمد على المدخلات ثم المعالجة فالمخرجات، ومادام الإنسان يؤول كل شيء ويحول كل إحساس إلى مفهوم فهو غير قابل للهدوء، ومحال أن يبقى على نمط واحد في عصرنا المكتظ بكثير من الصور الذهنية والفضاء العمومي الذي يشع بالاختلافات التي لا تحصى، فيصبح إدراكه عاجزاً عن فهم الرابط بين كل هذه الأحداث، فيتجه إلى الراحة وتنفيذ مرغوباته كي يتخلص من المكبوت الذي صار مزعجاً له ولم يجد طريقاً للخروج والتمثل السلوكي، وهذا سيعزز التفاهة ويجعلها مثالاً للحياة السعيدة، ويرقي مرتبة التافهين ويجعلهم نماذج عليا يتمنى كل فرد الوصول إليها، وكل هذا لأن الفرد منا لم يُحصن نفسه من هذه المدخلات التي لا طائل منها ولا فائدة ترجى، ولو اكتفى كل منا بما يتناسب مع حياته لما حدث هذا الإزعاج العمومي والتعبئة الرخيصة للعقل.
اقترح سلفردج نموذج الشياطين الإدراكية mental Demons وهو النموذج الذي سيحدد عبر آليات معينة وظائف إدراكية تُعنى باستقبال الانطباع الحسي وتحويله إلى رمزية معرفية، ثم تحليل الملامح المتشابهة بين الأشياء الموضوعية ومقارنتها مع ما هو مخزن في الذاكرة، ثم وضع قاعدة كلية لها، وهذه العملية تساعد الإنسان على تصنيف المؤثرات الخارجية وتحويلها إلى مفاهيم موجودة مسبقاً في الذاكرة، وهو عمل يدل على رغبة الدماغ في التحويل السريع للعملية المعقدة إلى عملية مريحة من خلال دمجها بما هو معروف إدراكياً، وسيبقى الإنسان يبحث عن الراحة في كل أعماله، ومستثقل لكل ما يعكر صفو رغباته!




http://www.alriyadh.com/1928393]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]