المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدرسة عاصفة الحزم الإعلامية



المراسل الإخباري
01-14-2022, 23:26
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png عبر كل طلة للمؤتمرات الصحفية أو الفعاليات الرسمية والاجتماعية من تلك التي تعنى بوجود الصحفيين والقنوات التلفزيونية، يلفت نظرك ذلك المتحدث اللبق الذي يثبت لك أنه متفاعل مع كل أجواء الأسئلة والحوار، ويدرك أبعادها ولديه القدرة على إيجاد إجابات للصعبة منها، وحتى الماكرة. هذا الشأن تجده متجلياً لدى المتحدث الرسمي لعمليات عاصفة الحزم العميد تركي المالكي.
وبإضافة عما سبق من صفات تجد التفاعل الإيجابي مع المصداقية العالية التي يفضي بها، مما جعل الإعلام عالمياً والمجتمع محلياً يتفاعل مع ما يطرحه المالكي، ذلك الرجل العسكري الذي أظهر لنا أنه قوي المفردة، طلق اللسان، واضح، ويصل إلى ما يريده بأقل الكلمات، فضلاً عن لباقة لافتة، بحيث لا يرفض أي سؤال حتى لو كان ماكراً أو صعب الإجابة، أو حتى سؤالاً غريباً ليس له أي إجابة أو علاقة بالأمر.
وما لفت النظر أكثر حضوره الذهني، وتفضيله أن يجيب عن السائلين من غير العرب بلغتهم ليضمن أن المعلومة ستصلهم كاملة.
هنا قد أجد في المؤتمرات التي تُعقد من قبل العميد المالكي مدخلاً.. لا سيما وأن من يحضرها أمامه هم من الإعلاميين المتخصصين.. متمنياً أن تنتقل هذه الثقافة الرائعة في كيفية السؤال والإجابة إلى التخصصات الأخرى مجتمعية ورياضية وغيرها.. التي تُعنى بمؤتمرات مستمرة وتجد فيها أسئلة غريبة تحضر بين الحين والآخر تجعلنا أكثر حيرة، لأن معظم أصحابها ممن ينتمون لإعلامنا لتؤكد أن مطلقيها ليسوا بالكفاءة المطلوبة لطرح الأسئلة واستنباطها، والأخيرة هي المهمة خلال المؤتمرات لأنها ذات مقدمة وتفسير لحدث ما وتنطلق الأسئلة من خلالها.
ولن أحدد أسماء أو أذكر بمواقف، لكن لباقة المعني بالمؤتمر تأتي كثيراً لتنقذ السائل غير المدرك لماهية السؤال المطلوب، وأشير هنا من واقع خبرة أكثر من ثلاثة عقود في العمل الإعلامي أن اختيار الصحفي المناسب القادر على فهم وسبر أغوار العمل المعني به مهم جداً، وأعتقد أن المؤتمرات الصحفية كما هي المرتبطة بمناسبات مؤقتة وفي جميعها تحتاج إلى الخبير الفطن المتمكن، وأقصد هنا من يطرحون الأسئلة، وليس المبتدئ غير المتخصص ممن لا يعنيه إن كان أحد سبقه في إلقاء السؤال، أو تم تفسيره عبر المقدمة التي يلقيها صاحب المؤتمر، وللأسف بعض صحفنا وقنواتنا تعتمد على المراسل، ولا يعنيها ما يملك من ثقافة وقدرة، أما كيف يكون سائلاً متمكناً قادراً على استخلاص المعلومات والبحث عنها، فتلك مسألة أخرى!
نقول وُجدت المؤتمرات الصحفية كي تقتصر على النخبة من السائلين، وكي ينفك المسؤول من الأسئلة غير المفهومة والمكررة لتكون كل جهة إعلامية مسؤولة عن تثقيف وتعليم وتدريب المعنيين بطرح الأسئلة، ومع ذلك لا ننفك من الوقوف على أسئلة غريبة أو غبية أو مكررة تثير الضحك وفي أحايين أخرى الاشمئزاز.. ولعل إعلامنا وبعض مؤتمراتنا يشهدان على كثير من ذلك، وتعرفنا على كثير منها حتى بتنا نرفع عقيرتنا بالشكوى من أننا ما زلنا لا ندرب مراسلينا الإعلاميين كيف يكونون قادرين على طرح الأسئلة المطلوبة.
ختاماً؛ فمن الجدير أن نلتزم بالهرم الإعلامي، فلدينا من هم في المكاتب دائماً هم الأكثر مهنية وخبرة، والمراسلون جلهم من المبتدئين الناقلين للتعليمات، وهذا على عكس ما نشاهده في الأحداث والمؤتمرات لدى الغرب، فالإعلاميون الأكثر مهنية وتمكّنًا هم من يحضر الحدث ويحاور ويسأل.




http://www.alriyadh.com/1929515]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]