تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ذاتك المهملة!



المراسل الإخباري
01-15-2022, 19:50
http://www.alriyadh.com/media/thumb/e0/ba/800_45a09042d1.jpg أنت تعيش داخل منظومة متكاملة من الإشارات، وفهمك لهذه الإشارات يقربك من فهم حياتك وكيف تسير. اربط المواضيع ببعضها وستجد بنيتها واحدة، وهذه البنية هي المحرك الحقيقي لحياتك!
تتكون المنظومة من عدة أنساق مضمرة، وغالبها إدراكي، وعند الارتباط الأول بأحد هذه الأنساق ستجد صعوبة بالغة في تقبله، لكن تكراره سيسهله عليك ويجعله مقبولاً، وهنا تبدأ ذاتك الثانية بالتشكل والسير وفق سردية يكتبها غيرك، فتتحول إلى إنسان ذَري كما يقول دور كايم، مجرد بذرة يسقيها الآخر وينعم بثمارها، وهذه الثمار هي الأفعال التي تؤديها دون أن تختارها أو تحدد مسارها.
هذه الحالة تشبه حالة السجن التي حدثنا عنها نيتشه في "الفجر" فأنت كالسجين الذي لا يملك غير مربع صغير يسير فيه، لكن سجنك في هذه الحالة بداخلك، فتبقى روحك منخنقة بل موؤودة، وفي هذا تمام القدرة على سلك طريق العبد التي حذر منها هيجل.
لست أبالغ إن قلت بضرورة العزلة بين الحين والآخر، مع التأكيد على خطورتها إن طال عهدك بها، فأنت جزء من المنظومة التي قلت لك آنفا إنها تُشكلك، لكن؛ ما حدود قدرتي على الانفكاك من هذه الحالة؟ وهل أستطيع لعب دور البطولة داخلها؟ يظهر لي أنك تستطيع، لكنك محتاج إلى مزيد من العناية بفهم هذه المنظومة بكل تفاصيلها كي تلعب هذا الدور الخطير، ولا يمكن ذلك إلا بالوعي والتفكير النقدي، فيصبح النقد أداة مناسبة لسبر أغوار هذه المنظومة المعقدة، وفهم أنساقها، واللعب بقوانينها، ثم تحويلها إلى شيء! وتحويل الشيء إلى شيء يحتاج إلى عنصر مهم وهو الاغتراب، فاغترابك عن تفاصيل النسق سيجعلك قادراً على تحليله، وهنا تأتي فضيلة العزلة، وقربك من النسق سيجعلك تفهمه وتعرف آخر تطوراته، وهنا تأتي فضيلة الاجتماع، وأنت متقلب بين الحالين ستجد ذاتك التي أهملتها كثيراً!




http://www.alriyadh.com/1929645]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]