تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سايكولوجية التطرف



المراسل الإخباري
01-17-2022, 23:27
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من المقاربات التقليدية لمعالجة موضوع التطرف وما يفضي إليه من إرهاب النظر إلى المتطرف على أنه ضحية لمجتمعه والظروف المحيطة به. فتتم حينها رعايته ودعمه وربما سد احتياجاته المختلفة من نفسية واجتماعية ومادية. ولكن العديد من الدراسات الحديثة بدأت تنظر إلى المتطرف كمجرم غير متسق مع قيم وأنظمة مجتمعه، وبالتالي فهو يستحق العقاب أولاً. وهذا قد يفسر لنا لماذا ينشأ أخوان في نفس المنزل لهما نفس الأب وذات الأم، ويمران بظروف واحدة منذ الولادة حتى خروجهما من المنزل، فيكون أحدهما متطرفاً يعج قلبه بالكراهية، والآخر يكون عضواً فاعلاً في مجتمعه. وهذا قد ينسف النظرية التفسيرية للتطرف التي ترى أنه يبدأ في المنزل.
يورد كرستيان بيتشوليني في كتابه (نبذ الكراهية: مواجهة ثقافة التطرف الجديدة) قصة الشابة الأمريكية البيضاء كاساندرا التي تنتمي إلى أسرة من الطبقة الوسطى، وإلى منزل بعيد عن الأفكار المتطرفة، حيث لم تتلق كاساندرا أفكارها المتطرفة من داخل المنزل، بل من خارجه وبالتحديد من العالم الافتراضي. والأدهى والأمر أن والديها لم يعرفا بتوجهها المتطرف إلا من خلال جارهما الذي أبلغهما بمحتواها على الإنترنت. فكيف وقعت هذه الشابة النيوجيرسية في التطرف. كانت تبحث في الإنترنت عن موضوعات تتعلق باكتئاب المراهقين فوجدت رابطاً أخذها إلى موقع (Stormfront)، وهو من المواقع النازية السيئة التي تدعو إلى القومية البيضاء المتطرفة. ويقدم الموقع العديد من الخدمات منها قادة بيانات للمتطرفين البيض، ومواقعهم الإلكترونية، وقائمة تواصل خاصة بهم لمناقشة القضايا التي يرون أهميتها. كما يتضمن الموقع العديد من الأخبار والتقارير، وإذاعة موجهة، ومن اللافت للنظر استهداف الأطفال بشكل واضح. ونظراً لاستعدادها الشخصي للتطرف، وعدم قدرتها على الاندماج مع محيطها، أو ربما عدم رغبتها أحياناً وجدت كاساندرا في هذا التجمع مجتمعها الجديد الذي يتسق معها فكرياً، ويمنحها هويتها «المتخيلة» والتي بطبيعة الحال لا تستطيع الحصول عليها من مجتمعها الحقيقي. وبدخولها دوامة التطرف لم يكن أمامها سوى المزيد من التطرف لكي تجد مكانتها في مجتمعها الجديد الذي بطبيعته (من سمات جميع التنظيمات والجماعات المتطرفة) لا يرضى بتراجعها. يقول المؤلف: إن كاساندرا كانت لا تؤمن بالتغيير، واختارت تكوين جيب انعزالي داخل أسرتها ومجتمعها، ورغبت بدلاً من ذلك في الانضمام إلى جماعة ستورم فرونت المتطرفة. هناك شخصية معينة لديها التوجه نحو التطرف وقد تتعلمه من خارج البيت، ومن خارج المدرسة.




http://www.alriyadh.com/1929964]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]