تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإبستمولوجيا وطبيعة المعرفة



المراسل الإخباري
01-18-2022, 12:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مفهوم الـ "أبستمولوجيا" -التي تمثل نظرية المعرفة- يتطرق إلى دراسة طبيعة المعرفة، ومقدرة الإنسان على الشرح والتبرير، لكن عقلانية الاعتقاد تمثل المحور الأهم في ذلك، حيث ينبغي ألا تعتقد أمرًا دون أن تكون قادرًا على تفحصه من أبعاده كافة، لذلك يمكننا القول إنّه إذا اعتقد أحد الأشخاص أن جسرًا ما (آمنٌ) بما فيه الكفاية لعبوره، ثم عبره وانهار به ذلك الجسر، في هذه الحالة نستطيع القول: "إن ذلك الرجل اعتقد أن الجسر كان آمنًا، لكن اعتقاده كان خاطئًا"، أما إذا عبر الجسر بأمان، فإنه يمكننا القول: "إن الرجل كان يعتقد أن الجسر كان آمنًا، لكنّه الآن يعلم أو متيقن أنّه آمنٌ".
إذن المعرفة يجب أن تقيّم خصائص النّاس أو ما يُعرف بالفضائل الفكريّة وليس فقط خصائص الفرضيّات والمواقف الذهنيّة المُقترفة، وهذا المفهوم يحمل جدلاً كبيرًا بين العلماء أنفسهم.
ويطرح سؤالا مهمًّا: هل المعرفة تسبق الإيمان، أم الإيمان يسبق المعرفة؟ وهل الإيمان يرتبط بالضرورة بمعرفة ماهية الشيء، أو الشيئية التي ترتبط بالحس المباشر؟ وهل للحدس علاقة بكل ذلك؟
هي أسئلة جدلية كثيرة.
ولكي نقارب بين المفاهيم السابقة التي طرحت، علينا أن نحرر بعض المصطلحات الواردة آنفًا.
مفهوم الإيمان: كلمة الإيمان، تعبّر عن الثقة بشخص ما أو سلطة معيّنة أو أي كيان آخر، ولكن نظريّة المعرفة تهتمّ بما نؤمن به، لذلك فإنها تُضمّن كلمة الإيمان معانيَ أخرى، مثل الحقيقة، أو أي شيء نعده حقيقيّا بالنسبة لنا من وجهة النّظر المعرفيّة الخاصّة بنا.
هذا يعيدنا إلى آليات التفكير ومصادر المعرفة، ومن خلالها نفهم الوجود وكل ما يحيط بنا.
أما في السابق فكان مصطلح الأنطولوجيا، هو السائد لمفهوم المعرفة، وهو ما يعرف بعلم الوجود، وهو علم فيزيقي وميتافيزيقي في الوقت ذاته.
وكان مصطلح الانطولوجيا، يأخذ معنى المعرفة قديمًا، إلى أن تطور الموضوع إلى نظرية المعرفة، التي باتت تساعدنا على معرفة الوجود.
وتتشكل من خلالها وغيرها طبيعة المعرفة بالشرح والتبرير، وكذلك عقلانية المعرفة، أو عقلة المعرفة، ولهذا فإن تطور هذه المفاهيم يساهم فيه النمو الفكري والمعرفي للتعاطي مع المعرفة ذاتها، ولنماء هذا المفهوم، ومن ثم تطور المصطلح، الذي يواكب النمو الفكري مع كينونة العلم وماهيته أو فلسفاته.
والخلاصـة: إننا إذا أردنا تعريـف الإبـستمولوجيا تعريفًا دقيقًا نقـول: إنها تلـك الأبحاث المعرفية، فلسفة العلوم، نظرية المعرفة، مناهج العلوم، منظورًا إليها مـن زاويـة علميـة معاصرة.
أي مـن خـلال المرحلـة الراهنـة لتطـور الفكـر العلمـي والفلـسفي، كمـا أنهـا علـم المعرفـة التـي تخـتص ببحـث العلاقـة بـين "الـذات والموضـوع"، حيث إن الإنـسان يبنـي معرفتـه بهـذا العـالم مـن خـلال نـشاطه العلمــي والــذهني، والبنــاء الــذي يعتمــده بواســطة هــذا النــشاط هــو مــا نــسميه العلــم والمعرفة، أما لفحص عملية البناء نفسها "تتبع مراحلها، نقـد أسـسها، بيـان مـدى تـرابط أجزائهـا".
ويأتي من ثم محاولـة البحـث عـن ثوابـت صـياغتها صـياغة تعميميـة، ومحاولـة اسـتباق نتائجهـا "فـذلك ما يـشكل موضوع الـ إبستمولوجيا".
*مصادر التعريفات مستندة إلى مواقع متعددة على الإنترنت.




http://www.alriyadh.com/1930085]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]