المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نسوّق لبلدنا؟



المراسل الإخباري
01-18-2022, 12:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قبل سنوات قليلة نشرت شبكة ياهوو المالية مقابلة مع رجل الأعمال الكندي كيفن أولييري بعد عودته من المملكة؛ سأله المذيع عن انطباعاته فأجاب بحماس "السعودية هي أكثر بلد أسيء فهمه في العالم، لقد عدت للتو من هناك الفرص الاستثمارية هائلة والبلد جميل بشكل مذهل، سأعود مرة أخرى بكل تأكيد". هذا الانطباع عن المملكة هو السائد لدى من يزورها للمرة الأولى وهو معبأ بالتصورات المسبقة التي راكمتها سنوات من التشويه المتعمد وغير المتعمد، وبنيت على أساسها صورة ذهنية سلبية لدى البعض. المملكة الآن تعيش فترة انفتاح غير مسبوقة على العالم تقودها التغيرات والإصلاحات التي حدثت مؤخراً، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يجب أن يُنجز لكي يرى العالم صندوق المفاجآت الذي ينعم به هذا البلد والذي هو خليط من الطبيعة الساحرة، والموروث والثقافة الشعبية والتنوع العمراني وغيرها. مزيج غني ومثير في بلد تعرض للكثير من الظلم الإعلامي.
إصلاح السرد النمطي عن بلد ما ليس ترفاً أو استجداء لمديح الآخرين، بل هو ضرورة؛ وذلك لما يترتب على الصورة الذهنية الإيجابية من عوائد اقتصادية هائلة تتمثل في تنشيط السياحة وجذب الاستثمارات واستقطاب العقول وغيرها. ولذلك تبذل الدول التي طال صورتها تشوه بسبب حروب أو ظروف أمنية جهوداً كبيرة لاستعادة ثقة العالم فيها. المملكة لم تكن في يوم بلداً غير آمن، ولم تعانِ من ويلات الحروب؛ إنما تنامت تلك الصورة النمطية نتيجة لعدة ظروف وعوامل، ولم يبدأ العمل الجاد في تحسينها إلا في السنوات الأخيرة بعد بدء العمل على تحقيق الرؤية.
وإذا كانت الدول في السابق تعتمد على الحملات الإعلامية والإعلانية لجذب العالم إليها فإن قواعد اللعبة تغيرت كثيراً في الآونة الأخيرة، وأعتقد أن أهم وسيلة فعالة الآن في نقل الصورة الحقيقية لبلد ما هي عبر صناعة المحتوى الذكي والموجه، وأيضاً عبر المشاهير الذين يتابعهم الملايين ويتأثرون بمحتواهم، وسأضرب مثلاً على ذلك.
شاهدت قبل أيام مسلسلاً وثائقياً رائعاً بعنوان "Down to Earth" يقدمه الممثل الأمريكي زاك إيفرون، زار خلاله عدة دول بحثاً عن الأسلوب الأمثل للحياة السعيدة والصحية، كل دولة استضافت فريق البرنامج نالت حصة كبيرة من التسويق لها حيث نقلت حياة البشر وتفاصيل يومهم البسيطة بشكل جذاب يترك لدى المشاهد انطباعاً إيجابياً ورغبة في أن يزور ذلك المكان، وعلى ذات المنوال قدم المنتج والكاتب الأمريكي فيل روسينثل برنامج "ليطعم أحدهم فيل" “Somebody Feed Phil” يتناول فن الطبيخ حول العالم متنقلاً من دولة لأخرى. كنت أتساءل ماذا لو تم الترتيب مع منتجي هذه البرامج لزيارة المملكة، بكل ما تتمتع به من ثراء في المطبخ والمعمار والتنوع الثقافي والطبيعي؟
الاستراتيجية الأخرى التي أثبتت نجاحاً كبيراً هي استضافة المشاهير، أولئك الذين يتحدثون لمتابعيهم ويشاركونهم يومياتهم، وليس المشاهير الذين يكتفون بالزيارة كضيوف شرف، وهذه استراتيجية فعالة فرضها الواقع الجديد لوسائل التواصل الاجتماعي، وسأخصص المقال المقبل للحديث عنها وحولها.




http://www.alriyadh.com/1930093]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]