المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقنية ورجل وكلب



المراسل الإخباري
01-18-2022, 12:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يقول أحد الأكاديميين في مجال الإدارة: المصنع في المستقبل، سيعمل فيه اثنان من الموظفين، الرجل والكلب، ستكون مهمة الرجل إطعام الكلب، وستكون مهمة الكلب إبعاد الرجل عن لمس الآلات.
تلك مقولة تحاول وصف التغيير المتوقع في بيئة العمل بفعل تأثير التقنية والذكاء الاصطناعي والروبوت وتوابعها.
ربما تنطوي تلك المقولة على شيء من المبالغة إنما الواقع يشهد كثيراً من المتغيرات التي تكاد تحول الإنسان إلى متفرج يلازمه كوب من القهوة، وليس الكلب.
تغيرت ساعات العمل، تمددت إجازة الأسبوع، تغيرت بعض المفاهيم، من يبدأ عمله في الصباح الباكر يصنف في خانة الجيل القديم أو ينتمي إلى زمن مضى لا يناسب إتيكيت الحاضر. وقيل - وهذا تبرير منطقي - إن العبرة بالإنتاج وليس بساعات العمل. وقد يستغل هذا التبرير لمزيد من المتعة مع القهوة!
تطور في التنظيم والخدمات والإجراءات الأمنية، حين تقرر زيارة أو مراجعة بعض الجهات عليك أن تطلب موعداً، وعند وصولك تملأ نموذجاً يحدد سبب الزيارة، وبعد انتهاء الزيارة تمر على مكتب الاستقبال لتحديد وقت الخروج.
المتغيرات في بيئة العمل الناتجة عن التقدم التقني الذي لا يتوقف، يفتح المجال للأسئلة: ما الحكمة من جعل الإنسان يفتح الباب بالبصمة، هل لذلك علاقة بالجودة؟ ما الهدف من تحويل الإنسان إلى آلة؟ ما الآثار الصحية والنفسية على التقدم الهائل في هندسة الاتصالات والانتقال من جيل إلى جيل بمميزات تسوق للثرثرة؟
يتسم زمن التقنية بالسرعة في الإنجاز، وتطوير الأجهزة في مجالات مختلفة من أهمها الأجهزة الطبية، ومنها التقنية الصناعية والزراعية. إيجابيات التقنية لا حصر لها حين تظهر لسد حاجة أو حل مشكلة كما حصل خلال جائحة كورونا، وكذلك فائدتها الكبرى في المجالات الأمنية.
في زمن التقنية والبصمة ومعيار الإنتاجية ليس من الضروري قيام المدير بجولات على الموظفين لمتابعة الحضور والانصراف، ولكن من الضروري أن يقوم بهذه الجولات لأسباب إنسانية ومعنوية، أما تقييم الأداء فله معاييره الخاصة.
لا شك أن التغيير من أجل التطوير والتكيف للمستجدات أمر منطقي وإيجابي ومطلب ضروري، ولا شك أيضاً بأهمية مراعاة الجوانب الإنسانية في طريق التغيير. العالم يتطور في الإجراءات والأساليب الإدارية بحثاً عن سرعة وجودة الأداء، وقد يبالغ في هذا الاتجاه بحثاً عن المكاسب المادية أو لمجرد فضول علمي وهوس بالتغيير تجعل المتحكم في حياة الإنسان بكامل تفاصيلها جهازاً صغيراً في جيبه أو شريحة داخل جسمه، أو سيارة تقود نفسها ليتفرغ راكبها لشرب القهوة والدخول في العالم الافتراضي.




http://www.alriyadh.com/1930094]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]