المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين بين المحتل والمختل



المراسل الإخباري
01-26-2022, 23:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يبدو أن خضرمة السنين التي عاشوها في بلدهم حين عاشوا الأذى والخصومة من أنفسهم وأطماعهم قبل أعدائهم وعاشروا الخيانة بينهم، وباعة الأرض فكان الاختلال قبل الاحتلال والتشرذم والتحزب فضيقت عليهم رشدهم حين لفوا وداروا وعادوا إلى القذف السياسي المنبري وفي الشوارع "الحماسية" فتعرّضوا وتطاولوا على المملكة ورموزها وسياستها ومصالحها فكان كبيرهم يضع نفسه حكواتياً مجّت منه جماعته، وملّت منه شرذمته.
لم يكن الفضاء الاتصالي المباح لكل طيف، وعقل، ولسان إلا مساحة أدّت إلى "الفوضى الخرّاصة". وحين يعتلي بعض النخّاسين منابر متنوعة، ويملؤون الشوارع عبر مرتزقة الأرصفة فيبرز خطابهم المملوء بالغيظ، والمغتص بالحقد تجاهنا، فيلفظون من السوء ما أفسد هواءهم وبيوتهم.
في جزء متمرد من دولة تنافح ما يسمونه احتلالاً كنا ومازلنا دوماً أوفياء وأهل معروف معها ـ يقفز أمامك «هرطوقي» عربي يسمونه خطيباً واعظاً في مسجد للصلاة والعبادة والتنوير الديني وعلى منبر لصلاة الجمعة المباركة أو في تراويح رمضان ليجعل منبر المسجد كالشوارع لترهات سياسية وشعارات إخوانية.. ويستغل هذا المنبر برمي أدعية، وأقاويل فارغة، وأحاديث صارفة، وعبارات طارفة تجاه المملكة.. فيوجه بوصلته حينئذ نحو العدائية والانتهاز، وتدعيم معسكره الصفوي المفضل، ويشجّع خليله الحوثي ويمارس حالة الببغائية التي يعيشها كحالة تجارية سياحية متاحة للبيع والشراء في أي وقت يرغب طرف ما.
الحالة الفلسطينية تكمن بين محتل ومختل.. وهي مرتبكة سياسياً وذلك بسبب المعطيات التحزبية على الأرض المحتلة والتي تصدر المشهد بطرائق متعددة في الواقع العربي والمتطلب العالمي، وقضية القدس تمددت في مشاعر كل سعودي منذ الصغر وكانت قضيته الخاصة، وكان التفاعل عاطفياً ومادياً يطغى على اهتماماته، ومساجدنا إلى اليوم بداية من الحرمين الشريفين تضج بالدعاء للقدس وتحريره، ومساجدهم يصخبون فيها بالتجني والبغي والتجاوز على بلد الحرمين وأهله.
اليوم السعودية تتعامل مع القضية "القدسية" من منطلقات إسلامية وعربية وجغرافية وتاريخية، بعكس معسكرات الإطماع والتغرير يتعاملون بمنطلقات سياسية وحزبية.. والجريح المقدسي لا يفهم واقعه جيدًا لأنه مشغول بتبعية الشعارات التي يتم تصديرها من قِبل متصدري المشهد الفلسطيني في قطاعات مجتزئة من الأرض الفلسطينية.
ويبقى سؤال ألمعي لا مجيب عنه.. من هم الفلسطينيون الذي يمكن أن نتعامل معهم اليوم، ومن يمثلهم رسمياً أمام العالم.. ومن يمثل من؟ هل يتوجب علينا أن نتعامل مع حركة حزبية أم مع سلطة رسمية؟ من يخبرنا عن الذي يدافع عن المقدس ويمنع الظلم حقاً.. ومن يسبب الدمار في مقومات الفلسطينيين، ومن يعلمنا لماذا هذا الشتات، والتعكسر، والتخندق الانتقائي مع قوى إقليمية لا تعنيها القضية الفلسطينية أبداً!؟
ويبقى القول: الزمن يتسارع ليتجاوز فلسطين وقضية القدس، فالأجيال المقبلة ستقفز فوق التاريخ ولن تهتم بشيء.. والأمر الذي سيذكرونه أن في فلسطين الأسماء التي تقودهم لا تتبدل، والعقول لا تتغير لذلك سيعيد التاريخ نفسه مرات عديدة. لذا من يريد السلام عليه أن يتصالح مع شقه ومكونه الآخر، وأن يصدق بأفعاله لا أن يكثر أقواله، ولا ينكر فضل من له فضل عليه، وليغيّر ما بنفسه حتى يغير الله عليهم.. ويحترم في خطابه الإعلامي والسياسي الدول التي وقفت معه تاريخياً في كل حالاته وعلى رأسها المملكة فهل أنتم منتهون؟




http://www.alriyadh.com/1931573]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]