المراسل الإخباري
01-29-2022, 01:48
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png موقع «نابفليكس» موقع على الشبكة العنكبوتية يُحاكي منصة «نتفليكس» الشهيرة، والذي قد يبدو غريباً للمشاهد هو أن الموقع لا يعرض سوى مقاطع فيديو مملة ووثائقيات رتيبة ليس الهدف من عرضها إثارة انتباهه وحماسته لمواصلة المتابعة، بل الهدف المعلن هو إدخال السأم في نفسه و»تطفيشه» لكي يهرب إلى النوم في أسرع وقت ممكن، وأقول بأن فكرة «نابفليكس» قد تبدو غريبة لأنها ليست فكرةً غريبة ولا جديدة، ولا تعدو كونها تحديثاً لفكرة قديمة هي فكرة الحكايات الشعبية الخرافية التي يُشار إليها، غالباً، باسم: «حكايات قبل النوم»، وهي حكايات تُقابل الحكايات المسلّية، ويُدرجها بعض الباحثين والجامعين للتراث الشعبي ضمن حكايات الأطفال من دون تمعن أو إشارة إلى خصائصها المميزة.
صحيح أن حكايات قبل النوم موجّهة في الأساس لفئة الأطفال إلا أنها مختلفة في بنائها الفني وفي غايتها عن سائر حكاياتهم، فحكايات الأطفال تقوم غالباً على شخصيات جاذبة وأحداث مشوِّقة تجعل الطفل في حالة ترقب وتفاعل ولا يرغب في توقف سرد الأحداث أو نهاية الحكاية، أمّا الحكايات التي ينطبق عليها وصف «حكايات قبل النوم» فهي ذات بناء رتيب يقوم على تكرار جزئية واحدة أو حدث واحد بسيط مع الإضافة عليه وصولاً إلى النهاية، ويمكن تمييز خصائص أخرى أُفضِّلُ تأجيل الحديث عنها لما بعد استعراض نماذج لهذا النمط من الحكايات من التراث الشعبي السعودي ومن التراث العالمي.
حكاية (خنفس خنافس) من النماذج الجيدة لحكايات قبل النوم في تراثنا الشعبي المحلي، وهي حكاية حجازية أوردها الأستاذ عبده خال في أساطيره، وتقول بأن خنفساء صغيرة كانت تقف أمام المرآة كل يوم لتتزيّن ثم صارحت أمها برغبتها في الزواج، فتطلب منها الأم الوقوف أمام الباب وانتظار العريس، فيمرُّ الجَمَل ويعرض عليها الزواج، فتخاطبه: «خنفس خنفس أمك.. والبقرة تنطح أمك.. هات مهري في كمي.. أطلع أشاور أمي». فيضع لها مهرها في كمها، وحين تسألها أمها عن شكله تقول: «راسه كبير كبير.. ورجله كبير كبير.. ويده كبير كبير.. وبطنه قد البرميل»، فتتعجب الأم وتقول: «يا لطيف.. لا لا، امشي رجعيله مهره وقولي له روح لسبيلك أنا ما أتزوجك». وتستمر الحكاية في تكرار نص الحوار بين الخنفساء وبين طالبي الزواج تكراراً حرفياً مع استبدال «الجمل» بعرسان آخرين، إذ يمرّ بعد الجمل الحمار ثم الثور وصولاً إلى الفأر الذي يسعد بقبول أم «الخنفسانة» بتزويجه، وتنتهي الحكاية نهاية سريعة ومأساوية بغرق العريسين في رحلة عائلية!
وفي حكاية شعبية إيطالية اسمها: (الديك) يجد الديك، الذي كان يطير من مكان إلى مكان، رسالة موجهة له من الملك يدعوه فيها للحضور إلى روما، وكُتب فيها: «حضرة المفوض الديك»، وفي أثناء رحلته يقابل صديقته الدجاجة ويخبرها بوجهته، فتطلب منه إعادة قراءة الرسالة، فيقرأ فيها: «حضرة المفوض الديك حضرة المفوضة الدجاجة»، فيواصل الرحلة هو والدجاجة مروراً بطيور وحشرات تكتشف هي الأخرى أنها مذكورة في نص الدعوة. وكما نلاحظ فهذه الحكاية تشترك مع حكاية (خنفس خنافس) في قابليتها للزيادة إلى أن يتحقّق الهدف منها. وللحديث بقية إن شاء الله.
http://www.alriyadh.com/1931964]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
صحيح أن حكايات قبل النوم موجّهة في الأساس لفئة الأطفال إلا أنها مختلفة في بنائها الفني وفي غايتها عن سائر حكاياتهم، فحكايات الأطفال تقوم غالباً على شخصيات جاذبة وأحداث مشوِّقة تجعل الطفل في حالة ترقب وتفاعل ولا يرغب في توقف سرد الأحداث أو نهاية الحكاية، أمّا الحكايات التي ينطبق عليها وصف «حكايات قبل النوم» فهي ذات بناء رتيب يقوم على تكرار جزئية واحدة أو حدث واحد بسيط مع الإضافة عليه وصولاً إلى النهاية، ويمكن تمييز خصائص أخرى أُفضِّلُ تأجيل الحديث عنها لما بعد استعراض نماذج لهذا النمط من الحكايات من التراث الشعبي السعودي ومن التراث العالمي.
حكاية (خنفس خنافس) من النماذج الجيدة لحكايات قبل النوم في تراثنا الشعبي المحلي، وهي حكاية حجازية أوردها الأستاذ عبده خال في أساطيره، وتقول بأن خنفساء صغيرة كانت تقف أمام المرآة كل يوم لتتزيّن ثم صارحت أمها برغبتها في الزواج، فتطلب منها الأم الوقوف أمام الباب وانتظار العريس، فيمرُّ الجَمَل ويعرض عليها الزواج، فتخاطبه: «خنفس خنفس أمك.. والبقرة تنطح أمك.. هات مهري في كمي.. أطلع أشاور أمي». فيضع لها مهرها في كمها، وحين تسألها أمها عن شكله تقول: «راسه كبير كبير.. ورجله كبير كبير.. ويده كبير كبير.. وبطنه قد البرميل»، فتتعجب الأم وتقول: «يا لطيف.. لا لا، امشي رجعيله مهره وقولي له روح لسبيلك أنا ما أتزوجك». وتستمر الحكاية في تكرار نص الحوار بين الخنفساء وبين طالبي الزواج تكراراً حرفياً مع استبدال «الجمل» بعرسان آخرين، إذ يمرّ بعد الجمل الحمار ثم الثور وصولاً إلى الفأر الذي يسعد بقبول أم «الخنفسانة» بتزويجه، وتنتهي الحكاية نهاية سريعة ومأساوية بغرق العريسين في رحلة عائلية!
وفي حكاية شعبية إيطالية اسمها: (الديك) يجد الديك، الذي كان يطير من مكان إلى مكان، رسالة موجهة له من الملك يدعوه فيها للحضور إلى روما، وكُتب فيها: «حضرة المفوض الديك»، وفي أثناء رحلته يقابل صديقته الدجاجة ويخبرها بوجهته، فتطلب منه إعادة قراءة الرسالة، فيقرأ فيها: «حضرة المفوض الديك حضرة المفوضة الدجاجة»، فيواصل الرحلة هو والدجاجة مروراً بطيور وحشرات تكتشف هي الأخرى أنها مذكورة في نص الدعوة. وكما نلاحظ فهذه الحكاية تشترك مع حكاية (خنفس خنافس) في قابليتها للزيادة إلى أن يتحقّق الهدف منها. وللحديث بقية إن شاء الله.
http://www.alriyadh.com/1931964]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]