المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسعد الأطفال



المراسل الإخباري
01-29-2022, 23:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وحدك تسمع صوت الطفل الذي يسكنك مستنجداً بلحظات الدفء والأمان التي عشتها، حتى وإن حظيت بطفولة قاسية فلا بد من لحظات استثنائية صنعها شخص ما في حياتك وجعلها الأجمل على الإطلاق بين كل ما عشته من ذكريات.
ولعلّك تساءلت كثيراً لماذا لم يتوقف الزمن في تلك اللحظة الفارقة لمدة أطول؟ لتفهم أن ذاكرتك قامت بما عجز الزمن عن فعله. بإمكان الذاكرة أن تتوقف إلى الأبد حيث كنت سعيداً وآمناً، وكلما استنجدت بها تلبّيك.
ألم تسع جاهداً لإقناع ابنك بقراءة قصّة من قصص طفولتك؟ ثم ألم تُصب بخيبة وهو يهز رأسه رافضاً قراءتها، وحين تحاول أن تقرأها له تشعر أنك أنت وابنك لستما من عالم واحد، ثمة شيء يفصلكما ستفهمه في آخر المقال.
نعم أنت أب لطيف وطيب، وتعطي لابنك حرية لم تنلها في زمن طفولتك، فهو يختار ملابسه، وأكله، ويصنف بشكل واضح ما يحب وما يكره، وأنت في عمق تلك الذاكرة كنت شحيحاً في مطالبك، وكان ما يُفرض عليك يجعل ذاكرتك أحياناً تعيد مشاعر القهر التي عشتها بكثافة. وحينها تتساءل هل كانت طفولتك سيئة أو جيدة؟ هل كانت سعيدة أو حزينة؟
تقول أحدث النظريات السيكولوجية إن أسعد الأطفال هم الذين حظوا بآباء يقرؤون أو يروون قصصاً لأطفالهم، إنها أكثر الفترات حميمية بين الطفل ووالديه، الحضن الدافئ والهدوء المسائي وتفاصيل قصة مشوقة تحمله إلى عوالم خيالية تحرّره من عالمه الصغير المتكرر كل يوم.
إن الوقت المخصص للقصة يشكل لحظة فارقة لدى الطفل لبناء علاقة حميمة مع والديه، وفي الوقت نفسه هي مساحة حرية لأنه بإمكانه أن يحلم ويذهب إلى مخيلته بمفرده.
قصّة ما قبل النّوم تساعد الطفل للانتقال بين أنشطة النهار والليل، فبالنسبة له الليل يصاحبه الظلام والصمت، وهما عاملان يمكن أن يكونا مؤلمين له، تسمح له القصة بالانزلاق من السلوك النشط إلى السلوك الخامل بشكل لطيف، عبر مرورٍ سلسٍ بين العالمين.
في عمر مبكّرٍ يطرح الطفل الكثير من الأسئلة بشأن ما يسمعه، يسأل عن معاني الكلمات، وعن فائدة الأشياء، وأمور كثيرة لا تخطر على بال الآباء. لا بأس، فالاختصاصيون النفسيون يعتبرون ذلك ظاهرة صحية، لأنها تحفّز فضوله، وتنمي ملكاته المعرفية، وهذا ما يجعل وقت القصة لتخزين المعارف.
غير ذلك لأبطال القصص تأثير مباشر على الطفل، فعندما يمرّون بأوقات عصيبة ثم يخرجون منها، يشعر الطفل بنوع من الارتياح، ويدرك أن هناك طرقاً للخلاص دائماً.
أمّا اللافت فعلاً فهو أنّه لكلّ طفل قصته المفضّلة، وهذا لا يحدث من دون سبب، فالقصة المفضلة لدى طفلك رسالة مهمة يريد إيصالها لك، أسئلته ومخاوفه ورغباته يوصلها إليك عن طريق القصص، وهذا يمنحك مفتاحاً لفهم ابنك، حتى لا تفرض عليه قصصك المفضلة، لأنه ليس أنت.




http://www.alriyadh.com/1932109]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]