تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ثالثُ الجَبَلين



المراسل الإخباري
01-29-2022, 23:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يعد الأستاذ فهد العلي العريفي - رحمه الله - (ت 1425هـ) أحد أقطاب الحركة الثقافية والإعلامية في المملكة العربية السعودية، وهو أحد العلامات البارزة في تاريخ منطقة حائل الثقافي، وقد وصفه بعضهم بــ (ثالث الجبلين)، وذلك في الكتاب الذي أُعد تحت عنوان (فهد العلي العريفي، ثالث الجبلين)، وقام بطبعه نادي حائل الأدبي عام 1434هـ/2013م، والكتاب جاء في حدود (292 صفحة) من القطع الكبير، والورق القوي، مع الصور الملونة، وقد تولى الإشراف عليه سعادة رئيس نادي حائل الأدبي د. نايف المهيلب، ومتابعة الأستاذ علي الحمود العريفي، واشتمل الكتاب على التعريف بحياة العريفي وأسرته الكريمة، كما اشتمل الكتاب على جهود العريفي الثقافية والإعلامية منذ أن كان شاباً إلى أن توفي رحمه الله تعالى.
وقد كانت جهود العريفي متنوعة في خدمة بلده، ووطنه، وخدمة العلم، والمعرفة، والثقافة، والإعلام؛ فكان متشرباً لثقافات عدة، ينهل من موارد مختلفة، فأثّر ذلك في شخصيته، كما أثر في من حوله، وفي البيئة التي كان يعيش فيها؛ لذلك فإن آثار العريفي لا يمكن الوفاء بها في مقال واحد، غير أننا هنا نلمح إلماحاً إلى أهم الجوانب الثقافية التي تجلت واضحة في مسيرته الزاخرة بالعطاء، ولعل من أبرزها: الجانب اللغوي، والأدبي، والإعلامي، والاجتماعي، والتاريخي، والوطني، وغيرها.
فأما ما يدل على اهتمامه اللغوي ما كان يقوم به من ضبطٍ بالشكل لبعض أسماء الشعاب، والمواقع التاريخية، إضافة إلى اهتمامه الواضح بالجانب اللهجي؛ إذ يعتز كثيراً بكون اللهجة السائدة في حائل أقرب إلى العربية الفصحى، وأن كثيراً من مفرداتها يعود إلى العصر الجاهلي، وإلى لغة المعلقات، وقد دفعه ذلك الاهتمام اللغوي إلى اهتمام أدبي؛ فكان كاتباً متنوعاً في الصحف والمجلات العربية، وكان حافظاً للشعر، واعياً بطرقه وأغراضه، وأشكاله، ومضامينه، وليس أدل على ذلك من اهتمامه البلداني بالأماكن، والمواضع، وكان يشرح معاني المفردات المشكلة في الأشعار، كما كان مهتماً بالمرويات الشعبية، والإحالات الجغرافية على طريقة العلامة حمد الجاسر رحمهما الله.
وأما الجانب الإعلامي فقد أفاد العريفي فيه من جانبين مهمين هما: العلاقات العامة، والإعلام، فأما العلاقات العامة التي هي أصل مهم في عالم الإعلام، فقد طرق العريفي بابها، ولبس جلبابها، وتسنّم من خلالها إدارات مهمة، وأما الصحافة فأثره فيها واضح، حيث تولى تحرير مجلة (حماة الأمن) التي كانت تصدرها وزارة الداخلية، وكان عضوًا في مجلس إدارة مؤسسة اليمامة الصحافية، فنائبًا لمديرها، فرئيسًا لهذه المؤسسة الصحفية العريقة، كما ارتبط بالعمل الصحفي منذ سنة 1369هـ، حينما عمل مراسلاً لصحيفة المدينة المنورة في حائل، وبدأ مزاولة الكتابة الصحفية سنة 1377هـ إلى قريب من وفاته، ونشر خلال هذه المدة كثيراً من المقالات التي هي في مجملها ذات طابع اجتماعي ووطني.
أما عن الجانب التاريخي والحضاري والاجتماعي فقد كان العريفي مهتماً به اهتماماً ملحوظاً، فكان يحرص على الحديث عن تفاصيل تلك الجوانب وأسرارها، وكان اجتماعياً بامتياز، كما عرف بأنه رجل وطني؛ إذ كان لساناً منافحاً عن وطنه، ومدينته، ومجتمعه، فكان صوتاً جميلاً يعزف مقطوعة حب الوطن، ونشيده الخالد، وفي كتابه (هذه بلادنا، حائل)، وكتاباته الثرة والمتنوعة، ما يدل على تلك الجهود الثقافية المتميزة، والعواطف الوطنية التي تتأجج في أعماقه.




http://www.alriyadh.com/1932096]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]