تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حتى لا يتصدّر التافهون المشهد



المراسل الإخباري
02-04-2022, 12:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يقال إنه في عصور قديمة أراد رجل أن يعرفه الناس ويتحدثوا باسمه ويكون شهيراً.. لكن هيهات، فليس لديه موهبة أو علم أو مهارة ولا حتى حظوة، فلم يجد وسيلة إلا أن شتم القاضي أمام الملأ والأخير على منبر الخطبة، وبالفعل صار من يومها اسمه في مدينته على كل لسان!
هذا قديماً، أما إلى ما قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، كان هناك مثابرون على ملاحقة الإعلام، بل إن فرط طلب الشهرة جعلهم يتسابقون في ملاحقة الكاميرات التلفزيونية للوقوف خلف الضيف لأجل أن يستمتع بمشاهدة من هم خلف الشاشة، أمّا زمننا الجاري فأصبح الأمر أسهل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي عبر "شوية هياط".. أو استعراض مفاتن؟! أو التغني بمدينة والانتقاص من أخرى، بل يتجاوز الأمر إلى منافسات الكرة، ما عليك إلا أن تكذب لأجل الإساءة للمنافس لفريقك، وستجد ما تحتاجه من شهرة، قد تأخذ بيدك لتكون ضيفاً دائماً في أحد البرامج التلفزيونية التافهة.
أقول: إن التفسير المنطقي لحب الظهور المبني على فراغ معرفي أو مهاري -على أنه توجه خاطئ- لأجل الحصول على المزيد من الشهرة، وعلماء الاجتماع فسروا هذا الأمر على أنه مرتبط بعوامل من أهمها الشعور بالدونية للشخص ولو كلفه ذلك أن تكون بضاعته على حساب العلاقات والأخلاق.
هذا الأمر أصبح عالمياً وليس مرتبطاً ببلد من دون آخر، والشكوى منه تحضر باستمرار، وكل يبكي على ليلاه، ومن حقّنا أن نحاول كشف أولئك الذين تتجذر فيهم عقدة النقص، فهم ضد ارتقاء المجتمع، بل وتهديد لمبادئه، لأن مجتمعنا جدير أن يكون الأشهر فيه أذكياؤه لا الأغبياء، ولأننا لا نريد أن تكون الساحة لمثل هؤلاء كما حدث مع بعض أولئك التافهين الذين تم استضافتهم تلفزيونياً.
نقول: إن هذه العلة السلوكية تسببت بتفاعلات وخيمة أدت إلى خسائر، فانظروا الآن إلى من يعلن عن أهم السلع، وتأملوا من بدؤوا يتبوؤون مقاعد المحاورين في البرامج التلفزيونية، وأين يكونون، وهم في كل الأحوال حتى المنطق أو بناء جمل كلامية ليس بمقدورهم الإتيان بها، لنكتشف أن الأغبياء المتوجين بالشهرة الفارغة هم أهم الحضور.
نقول: إنه ليس بمقدور مؤسسات إعلامية أو تجمعات مجتمعية وحتى ربحية أن تنجح وهي ترهن تسويقها بهم فقط لأنهم يملكون الشهرة، وأجزم أنها بذلك تساهم بالتأخر لأنها تجاهلت أصحاب الشأن الإيجابي عملاً وفكراً.
المهم في القول: إننا من صنع هؤلاء بملاحقتهم ومتابعتهم على مواقعهم لنصنع منهم مشاهير، وليتنا اكتفينا بذلك بل تجاوزنا ذلك حينما وضعناهم في مقدمة الحضور وأكثر المحتفى بهم، لكن ماذا نقول إذا كنّا نتفاعل معهم بعواطفنا وضيق أفقنا، فتعميم نشر هؤلاء على حساب المجتمع له نتائج وتداعيات وخيمة الأثر.




http://www.alriyadh.com/1933266]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]