تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وتستمر الحياة



المراسل الإخباري
02-05-2022, 13:46
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png جميع البشر يتعرضون للإحباط في مرحلة من مراحل حياتهم وقد تطول بهم هذه المرحلة، ويتأثر المبدع والموهوب بالإحباط، لكنه يتعايش مع الإحباط كونه أكثر استبصاراً من بقية الناس وأكثر حساسية في تحقيق المطالب والاحتياجات الإنسانية، فعندما تتعرض تلك الاحتياجات للعوائق والتحديات يصاب بالإحباط ولكنه يختلف عن الشخص العادي في إصابته بالإحباط، كون الشخص العادي عندما يحبط يكتئب وينعزل، ويقل نشاطه الذهني والحركي، بينما المبدع والموهوب عندما يحبط يحول إحباطه إلى قلق معرفي، فيؤلف قصة أو شعراً أو رواية أو يرسم لوحة أو يؤلف مقطوعة موسيقية، وهذا ما نسميه بالإحباط التطوري أو الإعلاء، وهو إحدى الإشراقات اللاشعورية عند البشر عندما يتعرضون للصراعات النفسية، فالمنتج الإبداعي هو علاج وحلول لهذا الصراع الذي قد يعترضه.
اليوم عندما يقال جميع البشر يتعرضون للإحباط، فهو شيء بديهي، ذلك أن الحياة وتقلباتها وضغوطها ومفاجآتها متعددة وكثيرة، وهذا التقلب بين المرح والفرح والسعادة ثم الحزن والخوف والتردد، يبعث في النفس مشاعر متضاربة من القلق والاكتئاب.. وكوننا نعمل وننجز ونسعى لتوفير مصادر الرزق وتحقيق الذات لننعم بحياة وفيرة وراحة نفسية، هو بحد ذاته عمل قد يكون مجهداً ولكنه ممارسة ممتدة وطويلة لا تنتهي ما دام الإنسان في هذه الحياة.
اليوم يفضل أن ننظر إلى الإحباط من زاوية مختلفة، فقد يكون الإحباط في بعض الأحيان عاملاً يدفع للنجاح والتقدم والتفوق، والقصص في هذا السياق عديدة ومتنوعة، فكم سمعنا عن مخترع تم طرده من مدرسته، فكان هذا بمثابة إعلان لفشله إلا أنه تمكن من تحويل هذه السلبية لتكون دافعاً للمزيد من العمل ومن ثم التقدم ومواصلة التقدم حتى تحقق له النجاح التام والذي بات مضرب مثل في الإصرار والعزيمة القوية.
اليوم يفضل أن نفكر في نموذج العلاج المعرفي السلوكي، وهذا النموذج يرى أنه ليست الأحداث هي التي تزعجنا بل الطريقة التي نفسر بها تلك الأحداث والمعنى الذي نعطيها لها، وهذه الطريقة هي التي تثير مشاعرنا. هذا ما يفسر لماذا يمكن لشخصين يواجهان الحدث نفسه أن يتفاعلوا بطرق مختلفة تمامًا. ما أود أن أصل إليه هو دعوة للتغلب على الأوجاع والإخفاقات التي قد تعترض طريق حياتنا. لنحاول أن نركز على شؤون الحياة المختلفة والمتنوعة وعلى كل تلك الصعاب والعقبات التي تعترضنا، وننظر لها نظرة إيجابية، وبأنه يمكننا من خلالها العمل، وأن نستخدمها لتكون رافداً وداعماً وجسراً للنجاح والتميز وتحقيق الذات. المهم أن ننتصر على آلامنا لصالح آمالنا، وأن نعلي قيم القناعة والتفاؤل والإيجابية، فلن تقف الحياة أمام إحباطاتنا بل ستستمر.




http://www.alriyadh.com/1933395]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]