المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قـرأ.. كتـب



المراسل الإخباري
02-10-2022, 23:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أقرأ كثيراً، أحب الروايات بصفة خاصة، لا تقتصر قراءاتي عليها لكنها المفضلة عندي. هي والقصة القصيرة والشعر. أقصد الكتابة الإبداعية بصفة عامة. مشكلتي أن لدي ذائقة حادة جداً، لا ترضى بأي شيء. أعرف هذا الشيء عن نفسي، ولذلك توقفت عن إبداء رأيي فيما يخص أي كتاب، كنت أعلنه لأشخاص محدودين، أصدقاء مقربين أو أشخاص مهووسين مثلي بالقراءة، كنت لا أتحاشى إبداء رأيي في كتاب كبار بكل جرأة، لا أكتب رأيي، هذا ما قررته من زمن بعيد، لا أتذكر أنني كتبت رأياً في إبداع لا يعجبني، لكن أثناء الحديث مع الأصدقاء، كنت لا أتورع. الآن، وربما مع الحكمة التي تأتينا ونحن نكبر في العمر، عرفت أنني سأتوقف عن ذكر رأيي في الإبداع الذي لا يعجبني حتى للمقربين مني. لأسباب عديدة، صرت أخاف من ذائقتي الحادة، ستظل حادة أعرف نفسي، لكنني لن أخبر أحداً، لأنني يحدث أن أقرأ رواية فازت بجائزة معروفة ومقدرة، ولا تعجبني، لا تعجبني أبداً، وكي لا أشك في نفسي أو في المحكمين، أحيل الأمر للذائقة، وإذا كانت الذائقة هي السبب فالأولى أن لا أخبر أحداً برأيي حتى لا أصادر إبداعه.
أدركت الأمر أكثر وأنا أقرأ كلمات كاتب أحبه عن أعمال قرأتها ولم أحبها، وعجبت لهذا التباين في الرأي بيني وبينه، وأعرف أنه لابد قرأ لأشخاص أعمالاً أحببتها ولم تعنِ له شيئاً، هذا هو الأمر إذاً. وكي لا أشعر بالذنب تجاه أشخاص أعرفهم أو لا أعرفهم، قررت أن لا أتبرع بقول رأيي في أعمال لم أحبها، لم تصلني، لم تلمسني.
غضبت مني صديقة قبل فترة لأنني لم أخبرها برأيي فيما كتبت، قلت لنفسي كيف إذاً لو أخبرتها أن ما كتبته لم يصلني، سيكون غضبها أكبر. وأنا لم أفعل، لأنني شعرت أن العمل الذي لم يصلني سيصل لغيري، وأن ذائقتي لا يجب تعميمها على الجميع. ومنذ خسرت صديقاً لهذا السبب أول مرة، أصبح يرعبني أن يطلب مني شخص قراءة عمله وإبداء الرأي فيه.
حين كتبت رواية راحة، أرسلتها لصديقتي التي أؤمن بأنها لن تجاملني وأحبتها، وسمعت رأياً آخر سلبياً لم أكن أهتم له ولا طلبته لذلك أرسلت الرواية لدار جداول التي طلب مني مديرها أن أرشحها لنيل جائزة لأنه وجدها رائعة وتستحق. وقال عنها كاتب آخر إنها من أجمل ما قرأ تلك السنة. المسألة كذلك بالنسبة لكل كاتب، هناك من يحب وهناك من يكره.
الخلاصة. ذائقتي حادة، أحب ما أحب، لكنني لا أخبر أحداً عما لا أحب؛ لأنها قد تكون من الروائع بالنسبة لشخص آخر.




http://www.alriyadh.com/1934307]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]