المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لحظة مجيدة في تاريخ البحرين



المراسل الإخباري
02-18-2022, 10:14
http://www.alriyadh.com/media/thumb/22/f2/800_77249beb84.jpg شهر فبراير هو شهر الميثاق، ميثاق العمل الوطني الذي قدمت فيه البحرين أول أوراق اعتماد لها في منتدى الدول ذات العقد الاجتماعي الركين، فبعد سنة واحدة وفي شهر فبراير أيضا أقرت البحرين تعديلاتها الدستورية التي انتقلت بدستورها من مستوى الدساتير التأسيسية إلى الدساتير الحضارية المتوازنة سياسيا وحقوقيا وتاريخيا، وانتقلت بها من الإمارة إلى المملكة الدستورية.
وإذا كان ثمة ميزة للدخول في شهر فبراير؛ فميزته التاريخية في حسابات الزمن أنه الدخول الذي يجعلنا على مشارف ذكرى الميثاق.
غير أنني سأدعو في هذه المقالة وبالصوت العالي الممتلئ يقينا وطنيا إلى ألا نحتفل سنويا بذكرى الميثاق، بل بالميثاق نفسه، وأعني ألا نجعل من الميثاق ذكرى، بل هو إنجاز وطني جامع كرسته قيادة حكيمة وشعب واع وعروة وثقى بين الملك وشعبه ما تزال تزداد قوة ومتانة يوما بعد يوم وعاما وراء عام وإنجازا خلف إنجاز.
وفرق كبير بين الاحتفال بذكرى الميثاق والاحتفال بالميثاق نفسه، حين نعيده بيننا جديدا متجددا ونعايشه نصا وتشريعا وقيما سامية ومرتكزات سياسية ووطنية راسخة، وحين نعيد قراءته بما يتناسب مع العصر والتغيرات السياسية والحضارية من حولنا، فنجد فيه ما كنا وجدناه عندما التقت كلمتنا وتوحدت قلوبنا وأهدافنا والتفت قلوبنا حول راية حمد بن عيسى آل خليفة ملكا إصلاحيا وقائدا مجددا ورائد مسيرة وطنية وحادي ركب حضاري وأمينا على تطلعات وطن وأمنيات شعب ومواثيق أسرة بحرينية واحدة وفريق عمل وإنجاز مكون من شعب كامل بقيادة مليك عامل.
لقد سبقتنا دول عديدة إلى إنجاز مواثيق سياسية، ولكن وحده الميثاق الوطني البحريني تميز بالفاعلية التنفيذية، والتأثير العظيم الجدوى في عملية تغيير السياقين التاريخي والسياسي في المملكة، ووحده ميثاق العمل الوطني البحريني، أفضى إلى مشروع إصلاحي كبير وفاعل ما تزال آثاره ومعطياته تتجدد حتى الآن. ووحده ميثاق العمل الوطني البحريني اكتسب صفة المرجعية الفكرية للإفضاء إلى عملية تجديد الدستور وتطوير شكل ومضمون الحراك السياسي العام في البلاد، ومع تقادم الزمن والأيام، فقد تحولت معظم المواثيق العربية المماثلة إلى نصوص مجمدة في ثلاجة التاريخ، وعلى هامش السياق العام للحياة، وتحولت إلى ذكرى، ولكن ما نريده لميثاقنا الوطني اليوم وبعد 21 عاما من إنجازه أن يبقى عفيا، متجددا، قويا، وكأنما هو نص حي، يحمل معه بذرة الحياة، ويزرعها حيثما وصل، فتزهر حيوات أخرى، وأسسا حضارية وسياسية متجددة، وتشريعات تقبس قيمتها من قيمة إنسان هذا الوطن وتتحالف مع تمنياته وتطلعاته ومواطنته وحقوقه وواجباته.
وفي كلمته السامية التي دشن بها ميثاق العمل الوطني، وصف صاحب الجلالة العاهل المفدى تلك اللحظة بأنها كانت "لحظة مجيدة في مسيرتنا المشرفة، ويوما أغر في تاريخ البحرين". وهذا ما نريده اليوم اكثر مما كنا نريده قبل 21 عاما: أن تبقى تلك اللحظة خالدة متجددة فينا وأن نحولها من لحظة تاريخية إلى لحظة إنجازية ومن قيمة توافقنا عليها يوم 14 فبراير عام 2001 إلى شجرة حياة وإنجاز جذورها في الأرض وفروعها في السماء، تؤتي أكلها كل عام ونقطف منها كل سنة قيما جديدة نضيفها إلى قيمنا الوطنية وإنجازات حضارية وصناعية واقتصادية نضيفها إلى انجازاتنا المتراكمة ومرتكزات تشريعية نعزز بها قيم العدالة والمساواة والمواطنة وحقوق الانسان والتفافا يزداد كل يوم قوة حول راية مليكنا المفدى وقيادتنا الحكيمة.
وفي حديث جلالته الأول من سلسلة "أحاديث في الوعي الوطني"، كتب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عن "ذلك اليوم الربيعي مــن شهر فبراير" ـ يوم الاقتراع على الميثاق ـ: "إن صور ذلك اليوم ستبقى حية في وجداني، بما مثلته من بيعة متجددة، وتفويض وطني لنا بقيادة المسيرة إلى آفاقها الجديدة".
وهذا ما نريده أيضا اليوم حقا وفعلا كشعب يقف وراء مليكه وقائده، أن تبقى تلك البيعة الركينة متجددة فينا ولاء والتفافا حول راية المليك، راية الوطن، وأن يتحول شهر الميثاق إلى شهر تفاعل وطني وبرامج وطنية جديدة ومحدثة، وأن يكون شهر الميثاق شهرا للمراجعة والتصحيح والتوثيق والتأكيد على الثوابت والانجازات الوطنية، وتعزيز روح الوطن في المواطن وتطلعات المواطن في الوطن.
في "ذلك اليوم الربيعي مــن شـهـر فبراير"، كانت البحرين قد اتخذت قرارها بأن تقف إلى جانب مليكها القائد حمد بن عيسى آل خليفة، وهو يجدد تاريخها، ويستحضر مفاعيل عظمتها، ويفتح لها أبواب المستقبل المشرق، بكل آفاقه، وتحدياته، وآماله، ووعوده التي كانت أهدافا وطنية عتيدة في مخيلة ملك يحلم منذ الصبا بـ "وطن يحتضن أبناءه ويتجسد صدرا حنونا لأهله"، وكان الشعب البحريني، شريكا في صنع تلك "اللحظة التاريخية المجيدة"، التي فجرها مطلق "الضوء الأول"، والقائد الذي نشأ منذ الصبا وهو يفكر بـ "مبادرة لتصحيح مسار تاريخنا الوطني"، وكان حمد بن عيسى على موعد مع شعبه للاستجابة الوطنية المشتركة لأصداء تلك المسئولية التاريخية التي جعلت منها شراكة القائد والشعب ميثاقا يعيد صياغة التاريخ البحريني الحديث، وقاطرة تحمل البلاد إلى مستقبل متصالح مع نفسه ومع الماضي، وشعب متصالح مع تاريخه، ومع تطلعاته المشتركة لوطن الإنجازات الحضارية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية الواعدة، فجاءت خطوات تفعيل الميثاق التي قادها سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد حفظه الله، بمثابة قرارات اجماع وطني، ووصفات وطنية حاذقة لمستقبل ناجز للبحرين وأهلها وحاضرها ومستقبلها، ولذلك كان الميثاق الوطني البحريني ناجزا منذ اللحظة التي انطلق فيها وسيبقى الميثاق الوطني البحريني أنموذجا للإرادة الحرة، والقرار الحكيم، والاجماع الصادق، والاختيار الوطني الحصيف، والمرجع الذي انطلقت من فضاءاته كل الانجازات التالية، والقاطرة التي حملت وما تزال تحمل البلاد إلى مستقبلها المشرق بإذن الله.
نريد لروح الميثاق أن تتجدد في كل فبراير من كل عام، فنجعل من شهر الميثاق شهر عمل وتجديد وإصلاح شهر عصف ذهني وفكري للوطن كله بمؤسساته وخبرائه ورجالاته وسيداته، من أجل التجديد والإصلاح والمحافظة على روح الميثاق ومنطلقاته وأهدافه ورؤاه الإستراتيجية والوطنية، شهر ابتكار واختراع برامج في الاقتصاد والصحة والتشريع والاجتماع والمعرفة والتدوين والصحافة والعمل الوطني وفي كل جوانب الحياة، نريد لشهر الميثاق أن يبقى فينا شعلة مضيئة دائما ومحفزا ومعززا وطنيا على المزيد من الإنجاز والتطوير والتحسين وتعزيز المشاركة الوطنية في كل ما ينفع الناس ويمكث في الأرض والوطن ويصنع المستقبل للجميع.
وزير بحريني سابق




http://www.alriyadh.com/1935704]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]