تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هذا العالَم الرديء!



المراسل الإخباري
02-18-2022, 10:14
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مع إشارات إنفراج الأزمة بين روسيا والغرب، واتخاذ أوكرانيا موقعاً قصياً بعيداً عن الناتو كأفضل الحلول لنزع الفتيل.. حق لنا أن نقول إن القوى العسكرية والاقتصادية المتحكمة في العالم لن تتوقف أبداً عن إثارة القلق وتهديد الأمن وبث الفرقة، فمن حرب إلى أخرى ومن مواجهة تجارية وتهديدات أمنية إلى ما هو أشد منها، فلن يرعوي هذا العالم الرديء الذي صنع كورونا وهدد بالنووي، وأشعل المشكلات والفتن بين الدول المسالمة، لذا لن نبتعد بانتظار أزمة أخرى تستعرض فيها الدول الكبرى إمكاناتها.
مكتوب على الناس من تشيلي إلى اليابان ومن القطب الشمالي حتى نظيره الجنوبي أن يعيشوا القلق المتلاحق من أزمة عالمية إلى أخرى، خوفاً من عبث السياسيين، فبعد الحربين الكونيتين الأولى والثانية، وانتظار على مدى نحو نصف قرن، شهد انفجار الوضع بين المعسكرين السوفيتي والغربي تحت مسمى الحرب الباردة، وكم من دولة مطمئنة دفعت ثمن تلك الباردة، ناهيك عن ما لحق ذلك من غزوات لأفغانستان والعراق والمد الإيراني الخبيث وتهديد كوريا الشمالية، وما عشناه في السنين القليلة الماضية في الحرب التجارية الضروس بين أميركا والصين.
بعد الهدوء والأخبار المفرحة بأن هناك انفراجاً، إلا أن المسرح العالمي المقلق بين الغرب وروسيا، أطل بشكل قبيح في إشكالية أوكرانيا وسط إمساك كل منهما بزناد السلاح النووي وتهديد الآخر بالنهاية، ويا له من تهديد مرعب عاش فقراته كل من برأسه عقل خشية ورهبة، لكن هي الحقيقة، كل يستعرض عضلاته ويقرّب سلاحه نحو الآخر.
قد نقنع أنفسنا أن لا حرب كونية ثالثة ستقع بين روسيا والغرب، رغم الحشود العسكرية الكبيرة والتهديدات المتبادلة، لأن الكل يدرك أنها فناء للأرض من شدة هول الأسلحة وقدرتها على مسح كل حياة فوقها، لكننا لن نثق بأن لا يخرج من بين الصفوف هتلر آخر ويفجر العالم، وما نثق به أكثر أن التهديدات والوعيد سيستمران، وبلا شك أن لهما تأثيران كبيران على احتقان المعسكرين من فرط أنهما الأكثر تأثيراً على كل من في المعمورة، ورغم ذلك نخشى أن ينتقل القرار لتلك الترسانات لمجنون هدفه أن يستمر الأقوى سلاحاً واقتصاداً ليصنع حروباً جديدة تجعله في محل القدرة والتحكم، بل والسيطرة على العالم.
المهم في القول إن ملامح التناحر ظاهرة للعيان ومستمرة حتى يخنع أحدهما للآخر، والصراع الذي عشنا ونعيش فصوله مختلف تماماً عن الصراعات السابقة لأن الدول الكبرى قادرة على صنع الأزمات والصبر عليها لفترة طويلة، والانتقال إلى أخرى باستخدام دول جديدة وأدوات أخرى ولاعبين مختلفين، وما كان يحدث في الظلام سابقاً تحت مسمى الحرب الباردة أو الاقتصادية يظهر الآن على الملأ بلغة تحدٍ تقرأ فيها رغبة كل طرف بتدمير الآخر، لنكتشف حالياً أن العالم لن يتوقف عن القلق لأن الكبار يريدون ذلك!




http://www.alriyadh.com/1935720]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]