المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا من شرى له من جواله علة!



المراسل الإخباري
02-19-2022, 23:43
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png طبيعة الحياة المعاصرة تختلف كلياً عن تلك الحياة التي عاشها الآباء والأجداد من جميع الجوانب، سواء في الاهتمامات والتطلعات والطموحات، أو في الوسائل والأدوات التي تستخدم لتحقيق الأهداف والغايات، طبيعة الحياة الماضية للأجداد كانت بسيطة وعفوية.
اليوم تأتي وسائل الاتصال الحديثة على تنوعها ووظائفها المتعددة لتجعلك متلقياً للأخبار والأحداث بسرعة مهولة وكبيرة، بل حتى التواصل مع الناس سواء المقربين منك أو حتى البعيدين عنك باتت عملية إلزامية فلا مفر لك، وجميعنا نعلم أن البرامج المخصصة للتواصل الاجتماعي تظهر موعد دخولك وخروجك بالشهر واليوم والساعة والدقيقة وجزء من الثانية، وفي النتيجة تجد نفسك مكبلاً بقيد مؤلم يحيط بك من كل جانب، وقد تتلقى سيلاً من الرسائل المحملة بمقاطع من الفيديو والصور والكلمات الشعرية، وأنت مجبر على الرد على هذا السيل من التهاني الإلكترونية، وفي الوقت نفسه تجاهلك لها يفسر بأنه انتقاص للآخرين ولكل شخص تذكرك وأرسل لك.
اليوم هذه التطورات إذا لم يحسن الإنسان إدارتها ووضع "كنترول" عليها فإنها ستسيطر على وقته تماماً، وسيصبح متلقياً لكل شيء، تذهب الدقائق وتتبعها الساعات الطويلة وهو خامل من دون إنتاجية ومن دون فعالية، تجده دوماً منغمساً في لوحة مفاتيح جواله، لا يعلم بالمحيط الذي يدور حوله، لعل أصحاب الأعمال والمديرين بدؤوا يلاحظون أثراً لمثل هذه الحالة في موظفيهم، وباتت فعلاً تستنزف الكثير من وقتهم، وتؤثر في إنتاجياتهم والتزامهم بإتمام الأعمال، لن أتحدث عن مشاهدة موظف يصطف أمامه طابور من الناس لإنهاء معاملاتهم وهو ممسك بالجوال يرد على رسالة وصلته، الجانب الآخر لهذا الأثر البالغ هو في التوتر الذي تسببه هذه الوسائل الاتصالية الحديثة، فلم يعد مستغرباً أو نادراً أن نشاهد توترات وغضباً غير مبرر ينتاب الكثيرين، ويرجع العلماء تزايد مثل هذه الحالات لأجهزة الاتصال ومحتوى مواقع التواصل الاجتماعي التي تضخ أخباراً مهولة ومبالغاً فيها بل وسلبية، فيقع الإنسان أمام قلق بالغ، فحجم المعلومات التي ترسل وتصل له في شكل أخبار كثيرة وفيها مغالطات وأكاذيب وشائعات مغرضة، تتناول الدين والوطن ورموزنا وتراثنا وقيمنا، هذا الهجوم من دون أن يشعر الإنسان يؤثر على عقله الذي يبدأ في التوتر والتفكير الدائم، فتبعاً لهذا يصاب الشخص بالأرق وتتابع عوامل أخرى من الأمراض النفسية التي سرعان ما تتحول لأمراض جسدية، مثل: صداع مستمر أو آلام في الظهر وغيرها الكثير، وقد شاهدنا شباباً في مقتبل العمر يعانون أمراضاً يفترض ألا تبدأ الشكوى منها إلا في الستينات والسبعينات من العمر. الخلاصة: إننا يجب أن نتخلص من التوتر الذي تسببه لنا أجهزة التواصل الحديثة، لا أقول بإهمالها وتركها وعدم استخدامها، بل بالتقنين منها، من الجميل أن تلم بها وتعرف استخدامها، لكن نصيحةً تجنب الاعتماد عليها كلياً؛ لأنك إذا فعلت فأنت في طريق الإدمان والاعتياد عليها، وهو ما قد يضر بالصحة النفسية والجسدية ليس على المدى الطويل بل القريب.




http://www.alriyadh.com/1935832]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]