المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف سنتعامل مع انقراض كثيرٍ من وظائفنا؟



المراسل الإخباري
02-22-2022, 19:27
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إدخال مناهج الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال لتعليم طلابنا مهارات الريادة حاجة ملحة، في ظل ما ينتظر «كوكبنا» و«زمننا» المتسارع من تحوّلات مخيفة في الأنماط الحياتية واختفاء كثير من وظائف العصر الحالي وانقراضها مستقبلاً..
من معطيات الثورة الصناعية «الرابعة» أنها ستشهد اختفاء كثير من وظائف العصر الحالي وانقراضها مستقبلاً في ظل ما ينتظر «كوكبنا» و«زمننا» المتسارع من تحوّلات في الأنماط الحياتية، والخدمات الحكومية، والبيانات المفتوحة، والتكنولوجيا الرقمية، والمواصلات ذاتية القيادة، والطباعة ثلاثية الأبعاد، والحوسبة السحابية، وعَوالم أُخر..
لذا قد لا نستغرب قريباً ظهور وظائف غير مألوفة لنا وقد تدعونا فعلاً للاستغراب والقلق حد الدهشة.. مثل «مربي» مواشي مستنسخة، و«حاوي» مخلفات البيانات والمعلومات، و«خبير» طب شرعي رقمي، و«مهندس» سيارات ذاتية القيادة، و«محامي» واقع افتراضي..!
قبل ثلاثة أعوام توقع مؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس «كلاوس شواب» اختفاء ما يقارب من 47 % من الوظائف مستقبلاً، بسبب الطفرات الكبيرة للذكاء الاصطناعي، ليقابله كذلك على المدى المتوسط نحو 10 ملايين وظيفة جديدة بحلول 2020م!.
ورغم القراءات الاستشرافية عن مصير تلك المهن، يؤكد مؤلّف كتاب «التواصل مع المستقبل» توماس فراي في الورشة الذهنية الإبداعية للقمة العالمية للحكومات في دبي، أنّ 60 % من فرص العمل التي ستظهر بعد عشر سنوات لم تُبتكر بعد، وأن 65 % ممن هم في عمر الثاني عشر الآن سيعملون في وظائف غير موجودة حالياً، بدليل ظهور تقنيات لم نعهدها كتكنولوجيا النانو، والطباعة البيولوجية، وستتطور إلى تقنيّات مثل الروبوتات المتقدّمة والتعلّم الآلي بحلول العام 2020م!.
ووفقاً لموقع «Gartner» العالمي، سنظل نشهد نموّاً مطّرداً لجيلٍ رقمي يمتلك معلومات العالم في متناول يديه، فبحلول العام 2020م سيستخدم 7 مليارات شخص أكثر من ثلاثين مليار جهاز، وسيصل حجم البيانات إلى 44 «تريليون غيغابايت"!.
البعض قد يتساءل.. حلّ عام 2020 ونحن في عام 2022 وذلك لم يحدث حتى الآن بشكل جازم وواضح، ولكن للمتابع يجد أن ملامح تلك النقلات الوظيفية بدأت تتشكل في عدد من الأعمال والمهام والمجالات والوظائف، رغم أن الكثير يعيش في منطقة الراحة ولم يتقبل تلك المعطيات أو يستوعبها حتى اليوم!.
وفي نفس المنعطف والأرقام العجيبة أعلاه، وبين المتفائل والمتحفظ والمشكك، يبقى «الذكاء الاصطناعي» رأس مالٍ لمعالم لوحةٍ جديدةٍ وقفزة أخرى في «تاريخ» مستقبل البشرية بأسرها، ورغم المواقف المختلفة من تأثيره على إنسان المستقبل، إلا أنه يبقى مثل كثير من الأدوات التي طوعتها البشرية لتوصلها إلى ما هي عليه الآن.
ومن بحر العام 2022م، تبقى الأسئلة لما وراء الأرقام والتوقعات أعلاه، أيُ مهنٍ مستقبلية تنتظر شبابنا من طلاب اليوم، خريجي الغد؟ وكم هي الفجوة المعرفية في محتوى وآليّة التعليم في مناهجنا وتعليمنا..؟!.
أعتقد أنه لابد من وضع سياسات تعليمية جديدة تجعل من «الذكاء الاصطناعي» أسلوباً ضرورياً لضمان جودة الحياة المدرسية والجامعية ومخرجات التعلم، وأن تكون ضمن رؤية مدارسنا وجامعاتنا ورسالتها ومناهجها وطرقها التدريسية وعناصر العملية التعليمية كافة، مع طموحٍ شديدٍ «من الآن» دون تأخر في وضع مناهج إلكترونية مبسطة لطلابنا الصغار، تشرح ماهية الذكاء الاصطناعي وأهدافه وما يثار حوله من مخاوف وخرافات، وأبعاد تطبيقه واستخداماته في شتى مجالات العلم والحياة.
كما أن الاعتناء بتعلم ريادة الأعمال أيضاً، هذا بطبيعة الحال سيخلق المهن، ويعزز الابتكارات الشخصية، وإنشاء الشركات المبتدئة، لذا لا بد من فتح آفاق شبابنا اليوم نحو علم "ريادة الأعمال" لأهميته في عصرهم المتسارع ومستقبلهم الجامح معاً، وليبقوا ذوي مسؤولية يعملون بشغف وإصرار وثقة وقد أخذوا على أنفسهم مهمة "تغيير العالم"، وخلق شكل جديد ممتع للحياة يحبّونه ويبتكرون فيه، وإضافةً إلى ما سبق، مهم ألا يرسخ أن يكون "رواد الأعمال" كذلك في الأساس رجال أعمالٍ، وذلك ما نجحت فيه منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO) بإدخال مناهج ريادة الأعمال في أكثر من 11 دولة حول العالم، لتعليم ملايين الطلاب مهارات الريادة، والتي لا تنحصر فقط على المهارات اللازمة لبدء وإدارة الأعمال، لكنها تشمل أيضا مهارات حياتية ذات أهمية كالتواصل والقيادة والإبداع وإدارة المخاطر، والعمل في مجموعات، وتشجيع الطلاب على إيجاد حلول خلاقة للمشكلات بأنفسهم، على عكس تقديمها مباشرةً لهم.




http://www.alriyadh.com/1936344]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]