المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سياسة التجاذبات



المراسل الإخباري
02-25-2022, 23:47
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png رغم مباشرة دول أوروبية كبرى حملات وساطة دبلوماسية مكثفة، بما في ذلك قادة ووزراء خارجية، لكن يبدو أن تلك الجهود لم تؤتِ ثمارها، لأن المشكلة بالنسبة إلى روسيا قد بدأت منذ سقوط الرئيس الأوكراني يانكوفيتش الموالي لها، وخروج البلاد من الفلك الروسي، والدخول في الفلك الأوروبي.
وكان قرار الرئيس الروسي بوتين الاعتراف باستقلال المناطق التي تخضع لسيطرة الانفصاليين الموالين لموسكو في دونيستك ولوهانسك شرقي أوكرانيا، قد فتح فصلاً جديداً في التوتر الغربي - الروسي المتواصل منذ شهور، ورفع من فرص تحوّل الصراع إلى مواجهة عسكرية شاملة، لا سيما أن الناتو عزز وجوده في أوروبا الشرقية، ونشر سفناً وطائرات حربية إضافية.
لذلك روسيا ترى أنه لا يمكنها القبول بهذه الهزيمة الاستراتيجية، فما كان تحركها العسكري سابقاً في القرم، والآن في إقليمي دونيستك ولوهانسك الأوكرانيين سوى رد محدود على خسارة جيوسياسية كبرى.. وبالمقابل، لا يبدو أن الغرب في أحسن حال، فأقصى ما يستطيعه هو معاقبة روسيا دبلوماسياً ومالياً واقتصادياً.
بينما اعتمدت روسيا على تصعيد الروح القومية ليصبح الأساس الذي ترتكز إليه سياسة مقاومة التقدم الغربي، باعتبار خسارة أوكرانيا ليست خسارة جيوسياسية وحسب، بل خسارة لجزء من التاريخ والذاكرة ومكونات الهوية الروسية، وفي الوقت نفسه أن روسيا أضعف بكثير من تحمّل أعباء مثل هذه المواجهة الطويلة مع الغرب، ما يعني ذلك أن الخلاف الغربي - الروسي حول أوكرانيا لم ينشأ الآن، بل هو وليد أزمة جيوسياسية غير مسبوقة تواجه الغرب منذ نهاية الحرب الباردة.
هذه البنية الهشة للعلاقات الغربية - الروسية، والروابط التاريخية المعقدة بين روسيا وأوكرانيا، ستكون موضع اختبار بالغ الصعوبة خلال الأسابيع والشهور المقبلة، لا سيما مع تصاعد التدافع على مستقبل أوكرانيا وشعبها بين الغرب الذي هو من أقرّ سياسة التدخل بالقوة وتقسيم الدول على أساس قومي، وبين روسيا التي ترى حجم التحدي الذي تواجهه في أوكرانيا في حال اصطفافها إلى جانب الغرب أكبر من أي عبء مالي واقتصادي محتمل.
لذلك مهما كان الاتجاه الذي ستأخذه الأزمة الأوكرانية، فالواضح أنها وبصورة مفاجئة وغير متوقعة، لن تنتهي قبل أن تترك أثراً بالغاً على روسيا والغرب والجوار الإقليمي.




http://www.alriyadh.com/1936994]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]