المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمم وفقدان البصر



المراسل الإخباري
02-26-2022, 05:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وعد الرئيس الأميركي الأسبق بوش الابن، في غمرة انتصاره في حرب الخليج الثانية، وتحديداً في مارس 1991م، بنظام دولي جديد تسوده العدالة والمساواة بين الدول، لكن هذا النظام لم يرَ النور بعد، وقد لا يراه العالم في يوم من الأيام، وما يعيشه العالم اليوم قد يكون مرحلة انتقالية نحو هذا النظام الموعود.
منذ أن تأسست منظمة الأمم المتحدة في العام 1945م، احتكر قرارها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية، والذين يُعرفون بأعضاء مجلس الأمن الدائمين، والعالم يراقب ممارساتهم، وتسيير المجلس خدمة لمصالحهم الخاصة، ومصالح حلفائهم، وغالباً ما يوزعون الأدوار بينهم، فواحدٌ يستخدم الفيتو، والآخر يدينه، والنتيجة لصالحهم جميعاً دون غيرهم.
وهذا يقودنا إلى السؤال التالي: هل استطاع مجلس الأمن حلّ مشكلة واحدة في العالم؟، وهل استطاع أن يُوقف حرباً، وأعاد الحقوق لأصحابها، وأقام العدل والأمان والاستقرار؟
لا شك أن كل شيء متعلق بالتوافق بين الأعضاء، فهم يفرضون إرادتهم على الجميع، ففي القضية الفلسطينية، نجد أن الولايات المتحدة هي التي تؤيد إسرائيل، وتغطي على جرائمها، وتستخدم الفيتو دفاعاً عنها، في الوقت ذاته شهدنا وقوف روسيا والصين إلى جانب شعب فلسطين، ولكن مواقفهما لم تقدّم شيئاً ملموساً على الأرض، كذلك، ماذا نستفيد من المواقف الغربية المتعاطفة مع الشعب السوري، أمام الفيتو الروسي والصيني الذي عرقل كلّ القرارات التي تدين نظام الأسد وميليشياته الطائفية وقتله الشعب السوري بكلّ ما لديه من أسلحة حتى السلاح الكيميائي.
لذلك، أين مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة حول ما يحصل في العالم؟ هل فقدت المنظمة البصر، أم تحوّلت إلى أداة طائعة بيد الدول العظمى، تتحكم فيها على أهوائها؟،
كل قرارات مجلس الأمن الدولي ونتائجها تؤكد أنه لا قيمة لها، إلاّ إذا اتفق الأعضاء الدائمون على موقف موحّد، وهذا إنْ حصل ليس لحماية الأمن الدولي والاستقرار والعدالة في العالم، بل لمصلحة الدول الأعضاء، والتي غالباً ما تتعارض سياساتها مع مصالح الشعوب.
وفي المقابل نجد أن الأعضاء الدائمين يركّزون على أهمية المنظمة الأممية، وأن وجودها حال دون نشوب حرب عالمية ثالثة، ولا نعرف ماذا نسمّي الحروب المندلعة في الشرق الأوسط، وأوكرانيا، وغيرها من مناطق العالم، بمشاركة كلّ الدول الأعضاء، أليس هذا شكلاً جديداً وبديلاً للحروب العالمية التقليدية؟.




http://www.alriyadh.com/1937111]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]