المراسل الإخباري
02-27-2022, 11:04
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أعلن الدكتور سعد الصويان في آخر حوار معه عن توقف عمله على مشروع معجم ألفاظ الشعر النبطي بسبب حالته الصحية، وهو مشروع منتظر انزعجنا من خبر توقفه مثلما ابتهجنا، قبل ما يقرب من خمس سنوات، بتصريح الدكتور عن العكوف على إخراجه للنور. فالصويان عالم فذ أنتج مشاريع وأعمالاً بحثية عظيمة وملهمة صاغها بلغة علمية تتسم بالشجاعة والوضوح والعمق. وله آراء متفردة تتعلق بلغة الأدب الشعبي تُنبّه إلى جانب يغفل عنه المعارضون لمسألة الاهتمام بالأدب الشعبي انطلاقاً من رفضهم للغته العامية، فهو يرى أن دراسة اللهجات والأدب الشعبي تساعد على «إيصال اللغة الفصحى والأدب الفصيح إلى الدارسين وفهمهما فهماً صحيحاً»، وأضاف في توضيح رأيه بأننا «إذا عرفنا قواعد اللهجات المحكية وأساليب العامة في التخاطب وسبرنا حسهم اللغوي سهل علينا توصيل قواعد الفصحى وأساليبها إليهم، لأننا نبدأ بما هو سليقي إلى ما هو مكتسب، وهذا ما تنص عليه البرامج العصرية في تعليم اللغات... لقد فشلت طرق تعليم اللغة العربية التي نتبعها لأنها تعزل المتعلم عن محيطه الاجتماعي وعن سليقته اللغوية والأدبية».
أمور عديدة تميز تجربة الصويان وتجعل من الإعلان عن أي إصدار جديد له حدثاً جديراً بالابتهاج والترقب، منها اختلاف نظرته إلى الأدب الشعبي واختلاف طريقة تعامله مع نصوصه عن نظرة وطريقة كثير من المدونين والباحثين، فقد بيّن في مقدمة كتاب (الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص) أنّ تعامل العالم مع الأدب الشعبي ينبغي أن يختلف عن تعامل المتلقي أو المبدع، فالعالم المتجرد، بحسب رؤيته، هو من «ينظر إلى الأدب الشعبي كموضوع للدراسة والتحليل ويتعامل معه مثلما يتعامل أستاذ التشريح مع ضفادعه وفراشاته والمخبري مع مواده الكيماوية. والمتخصص لا يطرب لمضامين الأدب الشعبي ولا ينتشي بلغته بقدر ما يطرب لما يتكشف له من خلال البحث والدراسة في هذا المجال من حقائق علمية وتعميمات نظرية تسهم في تقدم المعرفة الإنسانية وتعميقها». ولا شك أن تعامل الصويان مع الأدب الشعبي بتجرد بعيداً عن الأحكام المسبقة والمتحيزة عامل من بين عوامل عديدة ساهمت في تميز إصداراته وتأثيرها، إلى جانب ذلك كانت شجاعته في تدوين وتشريح نصوص شعبية غالباً ما ينظر لمن يتعامل معها بعين الريبة مزيّة من المزايا التي لا يشترك معه فيها إلا ندرة من الباحثين، إذ تحمّل عناء التعامل من نصوص حسّاسة ومهمشة ومرهقة بصبر وإخلاص إلى أن أنجز الكثير من الدراسات الرائعة التي تقرن بين التصورات النظرية والممارسات التطبيقية.
ولا أبالغ إن قلت بأن أعمال الصويان التي صدرت على مدى أربعة عقود هي أفضل مدخل يلج منه الباحث الراغب في خوض تجربة دراسة الأدب الشعبي في بلادنا، فهي أعمال مميزة تضيء الطريق وتسهل التعامل مع كثير من تحديات البحث في هذا الحقل المهم.
ختاماً أسأل الله أن يمتع الدكتور سعد الصويان بالصحة والعافية، وأرجو أن نرى في قادم الأيام مبادرات من جهات ثقافية لتكريم هذا العَلَم وتشجيعه على إنجاز مشاريعه المتعثرة، ونشر إنتاجه وترجمة ما صدر منه بغير اللغة العربية.
http://www.alriyadh.com/1937254]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أمور عديدة تميز تجربة الصويان وتجعل من الإعلان عن أي إصدار جديد له حدثاً جديراً بالابتهاج والترقب، منها اختلاف نظرته إلى الأدب الشعبي واختلاف طريقة تعامله مع نصوصه عن نظرة وطريقة كثير من المدونين والباحثين، فقد بيّن في مقدمة كتاب (الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص) أنّ تعامل العالم مع الأدب الشعبي ينبغي أن يختلف عن تعامل المتلقي أو المبدع، فالعالم المتجرد، بحسب رؤيته، هو من «ينظر إلى الأدب الشعبي كموضوع للدراسة والتحليل ويتعامل معه مثلما يتعامل أستاذ التشريح مع ضفادعه وفراشاته والمخبري مع مواده الكيماوية. والمتخصص لا يطرب لمضامين الأدب الشعبي ولا ينتشي بلغته بقدر ما يطرب لما يتكشف له من خلال البحث والدراسة في هذا المجال من حقائق علمية وتعميمات نظرية تسهم في تقدم المعرفة الإنسانية وتعميقها». ولا شك أن تعامل الصويان مع الأدب الشعبي بتجرد بعيداً عن الأحكام المسبقة والمتحيزة عامل من بين عوامل عديدة ساهمت في تميز إصداراته وتأثيرها، إلى جانب ذلك كانت شجاعته في تدوين وتشريح نصوص شعبية غالباً ما ينظر لمن يتعامل معها بعين الريبة مزيّة من المزايا التي لا يشترك معه فيها إلا ندرة من الباحثين، إذ تحمّل عناء التعامل من نصوص حسّاسة ومهمشة ومرهقة بصبر وإخلاص إلى أن أنجز الكثير من الدراسات الرائعة التي تقرن بين التصورات النظرية والممارسات التطبيقية.
ولا أبالغ إن قلت بأن أعمال الصويان التي صدرت على مدى أربعة عقود هي أفضل مدخل يلج منه الباحث الراغب في خوض تجربة دراسة الأدب الشعبي في بلادنا، فهي أعمال مميزة تضيء الطريق وتسهل التعامل مع كثير من تحديات البحث في هذا الحقل المهم.
ختاماً أسأل الله أن يمتع الدكتور سعد الصويان بالصحة والعافية، وأرجو أن نرى في قادم الأيام مبادرات من جهات ثقافية لتكريم هذا العَلَم وتشجيعه على إنجاز مشاريعه المتعثرة، ونشر إنتاجه وترجمة ما صدر منه بغير اللغة العربية.
http://www.alriyadh.com/1937254]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]