تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شبكة مارتن لوثر



المراسل الإخباري
02-27-2022, 11:04
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كان الإقبال على الكتاب من العصور الإسلامية الأولى كبيراً، ولا شك أن محور هذا الاهتمام عبر العصور هو القرآن الكريم، فقد كانت المصاحف منتشرة في العواصم الإسلامية، وكان للوراقين سوقاً معروفة، بلغت أكثر من مئة حانوت في بغداد في القرن الثالث الهجري، على عكس ذلك، كانت أوروبا تشهد ضعفاً معرفياً عاماً بسيطرة الكنيسة الكاثوليكية على الشأن العام، حيث استمد ملوك أوروبا شرعيتهم من الكنيسة التي كانت تسيطر عليها فكرة نهاية التاريخ. في الوقت الذي بدأت أوروبا في النهوض من غيبوبتها، ظهرت مطبعة غتنبرغ التي نشرت الكتاب المقدس مع مطابع خرجت تباعاً، ليصبح الكتاب في متناول الجميع. كانت الناس في أوروبا لا تعرف الكتاب المقدس إلا ما يمليه القساوسة عليهم كل يوم أحد، وكان الاعتقاد راسخاً بقدسية كل ما تقوله الكنيسة كما لو كان كتاباً منزلاً، حتى تحرك مارتن لوثر.
ولد مارتن لوثر بعد ثلاثين سنة من مطبعة غتنبرغ في ألمانيا، حيث انضم إلى الكنيسة بعد حادثة كادت تودي بحياته فقرر أن يترهب، بعد دراسته للكتاب المقدس وحصوله على الدرجة العليا فيها، بدأ يعبر عن آرائه المخالفة للكنيسة، كان لوجود مطبعة غتنبرغ دوراً مهماً في انتشار أفكار مارتن التي تعترض على الكنيسة، فإضافة إلى طباعة المبادئ التي يروج لها، فقد ترجم الكتاب المقدس إلى الألمانية وطبعه ليكون بمتناول الجميع، كانت ترجمة الكتاب المقدس مع وجود تقنية الطباعة الجديدة عاملين مترابطين للتحول الكبير الذي خرجت به أوروبا على سلطة الكنيسة. كتب مارتن لوثر مطلع القرن السادس عشر قائمة من 59 أطروحة موجهة للكنائس في منطقته، موجهاً أسئلة مهمة على ممارسات الكنيسة في وقته، ما إن ترجمت القائمة من اللاتينية إلى الألمانية حتى انتشرت في أرجاء أوروبا، واصل لوثر أطروحاته التي تورد إشكالات عميقة في العقيدة الكاثوليكية، وكان انتشار هذه الأطروحات بفعل التقنية الجديدة عاملاً مهماً في وصولها إلى الناس، في وقت كانت الدولة العثمانية تدق باب أوروبا محاصرة فيينا، في ظل هذه التحولات السياسية والاجتماعية الكبيرة نشأت العقيدة البروتستانتية الجديدة التي قسمت أوروبا نصفين مشعلة حروباً طويلة بعد ذلك.
لم يقف تأثير الطباعة على الكلمة المكتوبة إنما على طباعة الصورة، فقد انتشرت صورة مارتن لوثر مع كتاباته مما عمق تأثيره في النفوس وأنشأ عند القارئين شخصية يرتبطون بها عاطفياً. كانت الأزمة التي تمر بها أوروبا بحاجة إلى نمط فكري جديد، وكانت الطباعة الجديدة بمثابة شبكة افتراضية تتخطى الحدود الفاصلة بين البلدان، رافعة منصة عريضة للفكر الجديد.




http://www.alriyadh.com/1937257]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]