المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء ولي العهد.. الفكر السياسي والرؤية النظرية والعملية لمستقبل المملكة



المراسل الإخباري
03-08-2022, 00:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
لقد كانت الفكرة السياسية التي بلورت الرؤية النظرية والعملية تجاه مستقبل السعودية تأكيد سموه أنه من الواجب على القائد أن يدافع عن وطنه ومشروعاته، وهذا ما بلوره سموه عند حديثه عن رؤية المملكة «2030»..
لقد كان لقاء سمو ولي العهد مع مجلة أتلانتيك فرصة للتأمل العميق للصيغة السياسية التي يتبناها سموه تجاه مشروعات تطوير المملكة، في مرحلة تاريخية فارقة ستتحدد من خلالها مسيرة السعودية المستقبلية، وقد كان اللقاء تعبيراً عن مشروع وفكر سياسي مكتمل يتوجب قراءة متمركزة حول هموم سموه النظرية والعملية تجاه قضايا الدولة ومسارها المستقبلي، عبر تحديد دقيق برزت ملامحة في ثنايا اللقاء حول شرعية النظام السياسي ومقوماتها التي ارتكز عليها تاريخ طويل امتد لعدة قرون، بجانب حديث سموه المطول عن فكرة تطبيق القانون وشرح الفضائل الكبرى للخير العام والمصالح العامة المكونة لأي كيان سياسي في هذا العالم.
لقد عكس هذا اللقاء مفهوما جديدا للسياسة السعودية وآليات تطورها عبر عنه سمو ولي العهد بكونه "مشروعا فريدا من نوعه تم إنشاؤه وصنعه بواسطة السعودية" الدولة التي ينظر إليها سمو ولي العهد بنظرة دقيقة كونها القيمة السياسية الأهم التي تدور حولها كل المشروعات والأهداف الاستراتيجية السعودية، وأن القيم المجتمعية الأخرى الدينية والاجتماعية والثقافية بفكرها ورمزها إنما هي مكونات دقيقة تساهم في رفعة مكانة الدولة ومهامها وتدعم نظامها السياسي، لقد عكس لقاء سمو ولي العهد واقعية صريحة حول المشروعات السعودية والتي تتبلور بشكل واضح في مشروع رؤية السعودية 2030، المشروع الحاسم في ضمان تقوية الأساسات السياسية التاريخية، حيث بُني الكيان السعودي السياسي خلال ثلاثة قرون مضت.
لقد لفت اللقاء النظر إلى شخصية سمو ولي العهد والطريقة التي يستخدمها في صياغة أفكاره وبلورة نتائجها وقد أشار بوضوح إلى أن "السعودية دولة ملكية، أقيمت وتأسست على هذا النموذج، ولقد أخبرتكم أنه تحت هذه الملكية هناك نظام معقد يتكون من أنظمة قبلية من شيوخ قبائل ورؤساء مراكز وهجر، وقد كنت أريد أن أوضح لكم مثالًا لكيف تبدو الملكية في السعودية" لقد عكست هذه الجملة المقتطفة من لقاء سمو ولي العهد كيف أن التاريخ شكل حقلا كثيفا استقى منه سمو ولي العهد الأمثلة لإثبات أن الأسس التي بنيت عليها المملكة هي البرهان المؤكد لصحة الفرضيات والاستنتاجات التي نصل إليها ونستمد منها المعايير التي تنقلنا إلى المستقبل عبر مشروعات تتطلب شكل مختلف من القيادة السياسية المؤمنة بالمستقبل كما في شخصية سمو ولي العهد.
لقد أكد سمو ولي العهد أن الشعب السعودي مثله مثل كل شعوب الأرض تواق للتطور والتغيير، وأن الدولة السعودية تدرك بعمق أن الذهاب إلى المستقبل حتمي في الطبيعة البشرية وسنن الحياة، ولكن الدول تختلف في الكيفية التي تصل بها إلى ذلك المستقبل من حيث الاستعداد والتزود بمعايير تمكن الشعوب من التفوق ومجاراة الدول في تطورها، وقد عبر سموه عن تلك الفكرة بوضوح عندما قال "إذا قلت لكم: إنني أرى خط النهاية، فهذا الأمر يعني أنني قائد سيئ، فخط النهاية يعتبر شيئا بعيدا، كل ما عليك القيام به هو الركض، والاستمرار بالركض بسرعة أعلى، والمواصلة في خلق المزيد من خطوط النهاية، والاستمرار في الركض".
لقد كانت الفكرة السياسية التي بلورت الرؤية النظرية والعملية تجاه مستقبل السعودية تأكيد سموه أنه من الواجب على القائد أن يدافع عن وطنه ومشروعاته، وهذا ما بلوره سموه عند حديثه عن رؤية المملكة بالرد على سؤال مجلة أتلانتيك حول مهددات رؤية المملكة عندما قال "هناك العديد من الناس الذين يريدون أن يتأكدوا من أن مشروعي، مشروع السعودية اليوم رؤية 2030 يفشل، ولكنهم لن يستطيعوا المساس به، ولن يفشل أبدًا، ولا يوجد شخص على هذا الكوكب يمتلك القوة لإفشاله" وهذه فكرة مهمة للحفاظ على السعودية وصناعة مستقبلها حيث تختصر هذه الإجابة الإخلاص والحماس من قائد يدرك تحديات الواقع عندما يتعلق الأمر بالتغيير والتطلع للمستقبل.
الفكر السياسي في رؤية سمو ولي العهد يرسخ فكرة محورية ترددت في كل كلمة قالها سمو ولي العهد في لقاء مجلة أتلانتيك، وهذه الفكرة تدور حول أن المعايير المؤكدة للحكم على الأشياء هي النتيجة النهائية التي تحقق الأهداف الموضوعة عبر الخطط والاستراتيجيات وصناعة التميز والتفرد بعيدا عن التقليد والمحاكاة، والاعتماد على الأسس والقيم التاريخية التي تشكل المفاصل المهمة في صناعة التغيير والمستقبل بعيدا عن التردد والقلق والخوف غير المبرر أو المعتمد على أدلة غير مقنعة، وخاصة تلك التي تستند إلى أن المجتمع والشعب لا يطيق التغيير والتطور، لذلك، على المجتمع اليوم الإيمان بأنه أمام خط سياسي يعتمد معايير دقيقة لصناعة الإنسان السعودي سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، فالمستقبل الناجح هو مزيج بين حقائق التاريخ ومعطيات الحاضر.




http://www.alriyadh.com/1938723]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]