المراسل الإخباري
03-13-2022, 12:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلـم لا يغضب لشيء من الدنيا إلا أن تنتهك محارم الله، وروي عنه من ذلك الشيء الكثير، وكان غضبه وانتقامه لمحارم الله مضبوطين بالحكمة والشرع الذي علمه الله، فكانت ردّات فعله صلى الله عليه وآله وسلـم رحمة..
صفات وأحوال تتقلب فيها النفس البشرية، بين حزن وفرح، وضيق وسعادة، ورضا وغضب، ولم تكن كمائن النفس مستثناة من التربية الربانية، إذ لم يقتصر التنزيل على ما يجب على صاحبها فعله أو تركه من أعمال الجوارح، بل زكاها بأبلغ المواعظ، وخصها بأحسن القصص والإرشاد؛ لتسمو عن ما ينغصها وينقصها.
ومن المحاسن التي اتصفت بها النفوس النقية صفة الغَيرة، والتي يدور معناها حول "أحاسيس ومشاعر تتأثر وتنزعج بورود مكروه أو منافس على ما تحب أو من تحب" وهذا التعريف ونحوه يتعلق بصفة الغَيرة لدى الإنسان، إذ إن الله يغار! وغيرة الله ليس كمثلها شيء فهي من صفاته سبحانه التي تليق به، وغَيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه. وأما غَيرة الإنسان فلا ضوابط لها إلا ما حدّه محيطه من بني جنسه، وتعارف عليه من هو على شاكلته في عُرفه، ومن أجل هذا جعل الله للمسلم ضوابط وحدودًا لغَيرته، منعه من تجاوزها غلوّاً أو جفاءً.
وقد كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلـم لا يغضب لشيء من الدنيا إلا أن تنتهك محارم الله، وروي عنه من ذلك الشيء الكثير، وكان غضبه وانتقامه لمحارم الله مضبوطين بالحكمة والشرع الذي علمه الله، فكانت ردّات فعله صلى الله عليه وآله وسلـم رحمة، فربما جيء إليه بالزاني أو بالسارق أو بشارب الخمر فكان يعظ ويذكر ويصلح وإذا أقام الحد كان مشوباً برحمة، كما في خبر الرجل الذي قال له يا رسول الله "ائذن لي في الزنا" وعنده صحابته صلى الله عليه وآله وسلـم فغضبوا وهموا به، لكنه صلى الله عليه وآله وسلـم أدناه إليه وأخذ يقنعه "أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لعمتك؟ والرجل يقول لا، لا " فدعا له، وما خرج من عنده حتى كان الزنا أبغض شيء إليه. وفي خبر الرجل الذي بال في المسجد ونهره الصحابة فقال صلى الله عليه وآله وسلـم "لا تزرموه" ثم أخذ يعلمه.
قد تكون مواقف لو حصلت في زمننا أو في غيره لثار الحاضرون وتجاوزوا فيه حكم الله وشرعه، وربما أنزلوا عليه حدود وعقوبات الكبائر، وربما أجرم الجاهل به، كل ذلك وهم يرون أنها "غَيرة على الدين" وهي في الحقيقة غَيرة ولكنها ليست غَيرة شرعية بل هي غيرة عرفية غير محمودة؛ لأنها تخالف الغيرة الشرعية التي هي الحكمة والموعظة الحسنة، وبالتصرف اللائق بها بحكم الشريعة حتى لو كان موجباً للحد، كما في قصة شارب الخمر الذي كثيراً ما كان يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيجلده، فلعنه أحد الصحابة رضي الله عنهم، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم لا تلعنه. الحديث. فاللعن مجاوزة في الغَيرة الشرعية.
وفي قصة الرجل الذي رأى صاحبه مقيماً على المعاصي فقال: "والله لا يغفر الله لك"، فكانت غَيرته وبالاً عليه وأوبقت دنياه وآخرته، حيث لم تكن غَيرة شرعية بل كانت غيرة عرفية مذمومة تعارف عليها من هم على شاكلته من أهل الغلو والتنطع الذين يستعظمون ما يرون إعظامًا متجاوزًا للواقع فينزلون عليه الحكم بناءً على نفسياتهم لا على شريعة الله!
ولما نزلت آيات الإشهاد على الزنا "قال سعد رضي الله عنه: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه، والله أغير مني، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن". قال ابن عبد البر: "يريد والله أعلم أن الغيرة لا تبيح للغيور ما حرم عليه، وأنه يلزمه مع غيرته الانقياد لحكم الله ورسوله، وأن لا يتعدى حدوده فالله ورسوله أغير" ومثل ذلك كثير من المسائل والفقهيات التي نستند بها على الغَيرة العرفية، ونردّ ونتجاوز ما قد يكون هو الحق والصواب من الفقه. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1939820]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلـم لا يغضب لشيء من الدنيا إلا أن تنتهك محارم الله، وروي عنه من ذلك الشيء الكثير، وكان غضبه وانتقامه لمحارم الله مضبوطين بالحكمة والشرع الذي علمه الله، فكانت ردّات فعله صلى الله عليه وآله وسلـم رحمة..
صفات وأحوال تتقلب فيها النفس البشرية، بين حزن وفرح، وضيق وسعادة، ورضا وغضب، ولم تكن كمائن النفس مستثناة من التربية الربانية، إذ لم يقتصر التنزيل على ما يجب على صاحبها فعله أو تركه من أعمال الجوارح، بل زكاها بأبلغ المواعظ، وخصها بأحسن القصص والإرشاد؛ لتسمو عن ما ينغصها وينقصها.
ومن المحاسن التي اتصفت بها النفوس النقية صفة الغَيرة، والتي يدور معناها حول "أحاسيس ومشاعر تتأثر وتنزعج بورود مكروه أو منافس على ما تحب أو من تحب" وهذا التعريف ونحوه يتعلق بصفة الغَيرة لدى الإنسان، إذ إن الله يغار! وغيرة الله ليس كمثلها شيء فهي من صفاته سبحانه التي تليق به، وغَيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه. وأما غَيرة الإنسان فلا ضوابط لها إلا ما حدّه محيطه من بني جنسه، وتعارف عليه من هو على شاكلته في عُرفه، ومن أجل هذا جعل الله للمسلم ضوابط وحدودًا لغَيرته، منعه من تجاوزها غلوّاً أو جفاءً.
وقد كان نبينا صلى الله عليه وآله وسلـم لا يغضب لشيء من الدنيا إلا أن تنتهك محارم الله، وروي عنه من ذلك الشيء الكثير، وكان غضبه وانتقامه لمحارم الله مضبوطين بالحكمة والشرع الذي علمه الله، فكانت ردّات فعله صلى الله عليه وآله وسلـم رحمة، فربما جيء إليه بالزاني أو بالسارق أو بشارب الخمر فكان يعظ ويذكر ويصلح وإذا أقام الحد كان مشوباً برحمة، كما في خبر الرجل الذي قال له يا رسول الله "ائذن لي في الزنا" وعنده صحابته صلى الله عليه وآله وسلـم فغضبوا وهموا به، لكنه صلى الله عليه وآله وسلـم أدناه إليه وأخذ يقنعه "أترضاه لأمك؟ أترضاه لأختك؟ أترضاه لعمتك؟ والرجل يقول لا، لا " فدعا له، وما خرج من عنده حتى كان الزنا أبغض شيء إليه. وفي خبر الرجل الذي بال في المسجد ونهره الصحابة فقال صلى الله عليه وآله وسلـم "لا تزرموه" ثم أخذ يعلمه.
قد تكون مواقف لو حصلت في زمننا أو في غيره لثار الحاضرون وتجاوزوا فيه حكم الله وشرعه، وربما أنزلوا عليه حدود وعقوبات الكبائر، وربما أجرم الجاهل به، كل ذلك وهم يرون أنها "غَيرة على الدين" وهي في الحقيقة غَيرة ولكنها ليست غَيرة شرعية بل هي غيرة عرفية غير محمودة؛ لأنها تخالف الغيرة الشرعية التي هي الحكمة والموعظة الحسنة، وبالتصرف اللائق بها بحكم الشريعة حتى لو كان موجباً للحد، كما في قصة شارب الخمر الذي كثيراً ما كان يؤتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيجلده، فلعنه أحد الصحابة رضي الله عنهم، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم لا تلعنه. الحديث. فاللعن مجاوزة في الغَيرة الشرعية.
وفي قصة الرجل الذي رأى صاحبه مقيماً على المعاصي فقال: "والله لا يغفر الله لك"، فكانت غَيرته وبالاً عليه وأوبقت دنياه وآخرته، حيث لم تكن غَيرة شرعية بل كانت غيرة عرفية مذمومة تعارف عليها من هم على شاكلته من أهل الغلو والتنطع الذين يستعظمون ما يرون إعظامًا متجاوزًا للواقع فينزلون عليه الحكم بناءً على نفسياتهم لا على شريعة الله!
ولما نزلت آيات الإشهاد على الزنا "قال سعد رضي الله عنه: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه. فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أتعجبون من غيرة سعد؟ فوالله لأنا أغير منه، والله أغير مني، من أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن". قال ابن عبد البر: "يريد والله أعلم أن الغيرة لا تبيح للغيور ما حرم عليه، وأنه يلزمه مع غيرته الانقياد لحكم الله ورسوله، وأن لا يتعدى حدوده فالله ورسوله أغير" ومثل ذلك كثير من المسائل والفقهيات التي نستند بها على الغَيرة العرفية، ونردّ ونتجاوز ما قد يكون هو الحق والصواب من الفقه. هذا، والله من وراء القصد.
http://www.alriyadh.com/1939820]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]