المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تم القبض!



المراسل الإخباري
03-15-2022, 23:56
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png فرضت مشاهد التباهي بالأفعال الإجرامية نفسها في مواقع التوصل الاجتماعي، وبات أشبه بمسلسل، تتكرر حلقاته يومياً من مواطنين ومقيمين، لا يشعرون بالخزي أو العار، أو حتى الحرج البسيط من أن يعرف المجتمع أنهم يرتكبون أفعالاً إجرامية، يُحاسب عليها النظام، ويحرمها الدين، ويلفظها الأسوياء، وتستنكرها قيم المجتمع.
مشاهد التباهي بالأفعال الإجرامية، وإن كانت في وقت سابق تشكل حالات فردية، لا يمكن القياس عليها، إلا أنها اليوم أصبحت ظاهرة مُستحدثة، تتجه صوب الانتشار بشكل يبعث على القلق والريبة، والأخطر في الظاهرة أنها تتجاوز التباهي بامتلاك الأموال، أو السلاح، أو إطلاق النار في الهواء الطلق، وتمتد إلى التباهي بحيازة المخدرات وتعاطيها، والتحرش بالنساء، ويبلغ القلق ذروته بالتباهي بالإساءة إلى زوجات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أو ازدراء الأديان، ما يؤكد أننا أمام أزمة سلوك منحرف، قابل للتحور والانتشار والتوسع، إذا لم تكن هناك حلول سريعة وناجعة تعيد الأمور إلى نصابها.
في الفترة الأخيرة، بدأت الشُرط في مناطق المملكة تتعامل مع مشاهد الظاهرة، وخصص الأمن العام أقساماً إلكترونية، مهمتها متابعة الصور أو مقاطع الفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي التي يظهر فيها أشخاص يتباهون بأفعالهم الإجرامية أو سلوكهم المنحرف، والبحث عنهم والوصول إليهم، وإنزال العقاب بحقهم، وتُغلق الشرطة ملف حادثة التباهي بعبارة "تم القبض"، وهذا ليس كافياً للقضاء على الظاهرة التي باتت تحتاج إلى آليات أخرى، للتعامل معها، بداية من معرفة الأسباب والدوافع، وصولاً إلى معالجة الأمر بشكل علمي دقيق.
لا يمكن الجزم بأن الظاهرة تخص مجتمعنا فحسب، وإنما هي منتشرة على المستوى العربي والعالمي، ولا يمكن الجزم أيضاً بأن الشُرط في المناطق هي المعنية بالقضاء على الظاهرة من أساسها، من خلال ملاحقة هؤلاء المتباهين، والقبض عليهم، وتطبيق الإجراءات والأنظمة بحقهم، فالقضية لها أبعاد أخرى؛ ليس أولها البُعد النفسي والاجتماعي، وليس آخرها البُعد الثقافي والقانوني، ما يشير إلى أن مواجهة الظاهرة يتطلب وقفة صادقة من المجتمع كافة، للعمل وفق منهجية محددة الخطط والتوجهات، من أجل القضاء على الظاهرة في أسرع وقت، قبل أن ترسخ نفسها في المجتمع.




http://www.alriyadh.com/1940181]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]