تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : المنصّة



المراسل الإخباري
03-19-2022, 16:12
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هل نحتاج لمخرج ألماني وميزانية ضخمة، وعدد كبير من النجوم العرب لنقدم عملاً درامياً جيداً أو العكس؟ أم أنه يكفي أن نطبّل له إعلامياً ونوهم أنفسنا بأنّه ناجح وينتهي الأمر هنا؟
في كل حلقة من مسلسل «المنصّة» الذي يعرض على نتفليكس، أطرح السؤال على نفسي، ماذا لو أن هذه الكوكبة من النجوم أديرت من طرف مخرج عربي متمكن مثل السوري رامي حنّا مثلاً، أو فليب أسمر، على سبيل الذكر لا الحصر؟ كون الثغرات فيه كانت لا تعد ولا تحصى.
مخرج المسلسل رودريغو كيرشنر (52 عاماً) الذي لا نعرفه عربياً، لديه تجارب إبداعية متنوعة أهمها الكتابة والإخراج للتلفزيون والمسرح والسينما منذ العام 1992.
في العام 2016 مثلاً قام بتصوير فيلم Action Hero بين الولايات المتحدّة والإمارات العربية المتحدة، ونال عدة جوائز، لكنه لم يحقق أي جماهيرية. تلاه مسلسل «الشجاع» الذي توّج هو الآخر بجائزة، ولا أدري على أي منصّة تم عرضه. ومؤخراً دخل بيوتنا عبر مسلسل «المنصّة» أو The platforme، وقد وقعت في فخ الترويج الإيجابي له، فتابعت الموسم الأول، منقادة تحت تأثير اسم الكبيرين: سلوم حدّاد، ومنى واصف، وبعض النجوم السوريين اللامعين أمثال: مكسيم خليل، وباسم ياخور، وغيرهم ممن عرفنا طاقاتهم، وتألقهم في أعمال سابقة. أمّا متابعتي للموسمين التاليين فقد كانت لمجرّد معرفة النهاية.
ربّما لهذا العمل جوانب إيجابية عديدة، خاصّة ما يتعلّق بالحرب الإلكترونية وحرب المعلومات، لكن الإخفاق كان في إهمال التفاصيل الصغيرة، وإدارة الممثلين.
لقد أحببنا غرف النّوم الفخمة لفنادق تم فيها التصوير، غرف فائقة الترتيب، بخزائن شبه فارغة، وجوارير فارغة، لكن تلك الفخامة الخاوية من الروح كانت منفّرة أكثر منها جاذبة للمتفرّج الذكي، فأي شخص هذا الذي يعيش في مكان دون أن يحتوي بيته على متطلّباته الضرورية، أحذيته، بعض ثيابه، شاحن هاتفه، أدويته، كتبه، صور عائلته أو على الأقل كوب ماء، منفضة، أو مشط؟ مثالية الأمكنة هذه قد نتجاوزها، ولكنّنا أبداً لن نتجاوز بعض المشاهد «الغبية» مثل المشهد الذي يفترض أن يكون فيه الأخوان كرم وآدم هاربين، فإذا بهما يتسكعان على أقلّ من مهلهما في الغابة، بل يقرران المبيت في كوخ يجدانه بالصدفة، ويتصرفان بهدوء وبطء غير مقبولين أبداً.
غير ذلك تبقى أكواب العصير دائماً ممتلئة دون أن يرتشف منها أحد رشفة، أطباق الأكل أيضاً تقدّم لممثلين جميعهم يحافظون على رشاقتهم، حتى حين تطبخ الحبيبة المفترضة طبقاً لكرم لتثير إعجابه يتناول ملعقتين ويترك صحنه، فيما لا تلمس هي صحنها بالمرة، وفجأة يقرّران احتساء الشاي.
كان أداء أغلبية الممثلين تسميعاً جيداً للحوار لا أقلّ ولا أكثر، أمّا كل ذلك التهليل للمسلسل فحتماً لم يصدر عن ناقد واحد من نقاد الدراما الأقحاح الذين نعرفهم.




http://www.alriyadh.com/1940967]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]