المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لغة المنطق



المراسل الإخباري
03-22-2022, 19:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png دائماً ما تعهدت المملكة أمام العالم بتوفير الطاقة، بالكميات اللازمة والأسعار المعقولة، في سياسة عادلة وشفافة، التزمت بها ولم تحد عنها منذ ظهور النفط في أراضيها القرن الماضي، وإلى اليوم.
وخلال تلك العقود، وفي وقت الأزمات الدولية، كان العالم يوجه بوصلة اهتماماته صوب الرياض، ليرى ماذا ستفعل مع ارتفاع أسعار النفط، وكانت المملكة حاضرة، لا تخيب الظن بها، وتسارع - طواعية - إلى زيادة إنتاجها، وضبط الأسعار، وهو ما جعل المملكة مصدراً آمناً ومستداماً للطاقة لدى الدول المستهلكة.
واليوم، ينبغي أن يستمع العالم إلى صوت المملكة بعقل منفتح وآذان صاغية، عندما أخلت مسؤوليتها من أي نقص في إمدادات البترول للأسواق العالمية، في ظل الهجمات التي تتعرض لها منشآتها النفطية من جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
المملكة استخدمت لغة المنطق والعقل، عندما ألمحت عن رؤية مزدوجة ومتنافرة للعالم، الذي ينتظر منها أن تبادر بزيادة إنتاجها النفطي، لإعادة الهدوء إلى أسعار النفط، بفعل الأحداث الجارية الآن بين روسيا وأوكرانيا، في الوقت الذي تواصل فيها جماعة الحوثي استهداف منشآت الطاقة لديها على مرأى ومسمع من العالم.
وخلال الشهور الماضية، تم استهداف منشآت النفط والغاز والمياه في المملكة، وفي كل مرة، كانت المملكة تدعو العالم والمنظمات الدولية إلى القيام بمسؤولياتها تجاه هذا الاستهداف الذي يتجاوز المملكة، إلى مصادر الطاقة الدولية، إلا أن العالم كان يلتزم الصمت، ولم يحرك ساكناً، معتمداً على أن أسعار الطاقة كانت متدنية، أما اليوم فصراخ العالم بلغ ذروته بفعل ارتفاع الأسعار، وكعادته ينتظر من السعودية أن تقف بجانبه، وهو ما دفع الرياض إلى إخلاء مسؤوليتها تجاه نقص المعروض النفطي في ظل استمرار الهجمات على المنشآت النفطية.
ولعل الغريب في الأمر أن الاستهداف الأخير لمنشآت الطاقة السعودية، جاء في وقت قدم فيه مجلس التعاون الخليجي دعوة للأطراف اليمنية إلى حوار لإنهاء الحرب الدائرة بينها، وهو ما يؤكد أن الحوثيين ومن خلفهم إيران، لا يريدون لهذه الحرب أن تنتهي، لتحقيق أهداف إيران.
الكرة الآن ليست في ملعب المملكة، وإنما في ملعب المجتمع الدولي، الذي ينبغي أن يسارع بما يملك من قوانين دولية ومنظمات وعلاقات وأوراق ضغط إلى حماية المنشآت، ويلزم الحوثيين بعدم التعرض لها، وإلا فالعواقب وخيمة.




http://www.alriyadh.com/1941514]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]