المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اكتشفت العلا



المراسل الإخباري
03-22-2022, 19:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
العلا مدينة لا تكفيها زيارة واحدة عند من يعرفون كيف يستمتعون بجمالها الأخاذ بداية من ترابها بما عليه وحتى السماء فأينما وقع نظرك هناك جمال ما يبهرك، والجميل الجميل أننا كوطن اكتشفنا العلا وبدأنا نعطيها حقها وذلك بالتفاتة ثاقبة النظر من القيادة الحكيمة فأنشأت الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتعطيها ما تستحق بتنفيذ وصنع المزيد من الجمال هناك..
صاحب هذه العبارة (اكتشف العلا) كان محقاً وذكياً في استخدامها كدعوة لزيارة مدينة العلا ثم استكشاف نقاط الجمال فيها، والحقيقه أن العلا كلها جمال حتى ولو كانت فارغة إلا من جبالها وترابها وسمائها الصافيه فسبحان الخلاق العظيم الذي حباها بجبال مختلفة نحتتها الرياح والأمطار وصنعت منها لوحات فنية غاية في الجمال سواء زينتها الغيوم أو برز فوقها القمر أو كانت صافية بلا أدنى زينة سماوية. فللسماء زرقة لا مثيل لها في الصفاء والبهاء تشدك إلى عالم فريد من الروحانية وأنت بين الجموع فكيف إذا ما كنت منفرداً في خلوة روحانية؟ هذا ما كنت أتمناه طوال رحلتي الأولى إلى العلا في الأسبوع الماضي ولم أحظ بها إلا لدقائق معدودة ولكني وعدت نفسي بالمزيد.
فالعلا مدينة لا تكفيها زيارة واحدة عند من يعرفون كيف يستمتعون بجمالها الأخاذ بداية من ترابها بما عليه وحتى السماء فأينما وقع نظرك هناك جمال ما يبهرك، والجميل الجميل أننا كوطن اكتشفنا العلا وبدأنا نعطيها حقها وذلك بالتفاتة ثاقبة النظر من القيادة الحكيمة فأنشأت الهيئة الملكية لمحافظة العلا لتعطيها ما تستحق بتنفيذ وصنع المزيد من الجمال هناك.
ورغم عمر الهيئة القصير هناك إلا أن أعمالها كثيرة في الطرقات وفي البرامج وفي التنظيم وفي الدعوة للاستثمار هناك في الفنادق العجيبة الجمال بتصميماتها الفريدة أو في المطاعم المتعددة والمميزة أو في ذكاء التنفيذ لكل ذلك في مواضع يصعب أن نصفها بالجمال ونصمت.
حقيقة أجد صعوبة في وصف ما ذكرت فمن رأى ليس كمن سمع أو قرأ فهناك لحظات يقع فيها النظر على مناظر خلابة مبهرة لا تملك معها إلا أن تقول سبحان الله الخلاق الذي أرسى هذه الجبال وهدى الإنسان لاستثمار الأرض في زراعة النخيل فاجتمعت هيبة الجبل وتعالي النخلة في أجمل صورة متكررة في العلا، أما ما صنعه الإنسان هناك فكان الجبل شريكاً فيه حين دُقت الخيام الفندقية الحديثة بين الجبال الكثيرة وتعرجات سفوحها حيث تتناثر الغرف الفندقية بينها بتصميمات اجتمع فيها شكل الخيمة التقليدية بالمواد الحديثة أو المعالجة بشكل جديد الجلد والزجاج والأوتاد المميزة لتسمح للزائر بالاستمتاع بما حوله من جمال حتى وهو في سكنه.
ولم تكن الهيئة لتكتفي بصناعة الجمال الحديث ولكنها التفتت إلى القديم القديم الذي أهمله الناس ووقع من حسابات الأيام رغم ما يحويه من جمال يستطيع الإنسان أن يبعث فيه نبض الحياة من جديد وأعني حي البلدة القديمة حيث البيوت الحجرية المتهالكة والتي مضى على إنشائها قرابة قرنين من الزمن حين كانت العلا معبراً من دمشق إلى الحجاز فتستقر فيها القوافل ويستقبل سكانها الحجاج والتجار في تلك البلد التي تمثل تحفة معمارية فريدة من داخل أزقتها الضيقة أو من الخارج هذه البلد التفتت إليها الهيئة واستثمرت جمالها في شارع طويل يصطف على جانبيه الجمال فتحولت البلدة القديمة إلى ممشى جميل ملون لونت الأصباغ أرضيته ولونه الإنسان العلاوي بجمال أخلاقه ولا أبالغ لو قلت بأن التهذيب هناك وصل درجة لم أشهدها من قبل وليس الأمر متعلق بالشباب من الجنسين الذين يعملون في التنظيم والإرشاد بل بالمواطن العادي الذي جاء ليستمتع بجمال مدينته فالجميع كانوا يتميزون بأخلاق عالية في التعامل حتى فيما بينهم فلا أصوات عالية ولا إزعاج للمارة ولا تعليقات مسيئة كما يحدث في كل مكان ناهيك عن مبادرتهم في خدمتك وإرشادك لكل ما تسأل عنه أو تطلبه.
أما المناطق الأثرية والمتحف المفتوح في الحجر فأنا أجزم أن كل ما يكتب أو يقال لا يوفيها حقه.
تنظيم الدخول خدمة الحافلات المسيرة من المدينة إلى الحجر والعكس ثم التجول بداخله بالإضافة للسيارات الخاصة بالتنظيم السياحي لمن لا يرغب بالحافلة..
المرشدات والمرشدون أو الرواة كما يسمونهم هناك لأنهم يروون لنا حكايات تلك القبور العجيبة وأحداثا تاريخية أخرى بمهارة وثقة ثم يتركون لك حرية تأمل ذلك المكان الفريد من نوعه في بنائه وفي الإنسان الذي صنعه إيماناً بفكرة الحياة بعد الموت على طريقتهم، ترى كم مرة يمكن أن تزور ذلك المكان لتكتفي من جماله؟ فزيارة واحدة لا تكفي أبداً فبعد أن استمعت كتلميذة مهذبة لكل ما قاله الرواة تمنيت لو أتيحت لي فرصة البقاء في ذلك المكان حتى تخف حرارة الشمس وأجلس بين تلك الجبال التي اتخذ منها سكانها بيوتاً ومجالس ومقابر لهم لأحاول قراءة ما لم يقله الرواة عنهم فلربما قالت لي آثار الأرواح هناك شيئاً جديداً فالمكان عامر بالحياة رغم صلابته وقسوته وصمته.
في المساء زرت جبل الفيل الذي كنت أراه في الصور وفي تسجيلات تلفزيونية فيبهرني ولكني عندما رأيته بعيني أدركت أن كل الصور والتسجيلات لم تعطه ما يستحقه فكم هو جميل ومبهر وضخم جبل كالفيل يبدو الإنسان بقربه بحجم نملة صغيرة وقفت مندهشة من خلق الرحمن وفعل الرياح والأمطار التي نحتته بأمره فبدا بهذا المنظر المهيب، وتحت الفيل جاد الإنسان بما لديه من أفكار وقدرات وكأنه يهيئ للفيل مكاناً يليق به فتناثرت حوله الأضواء لتزيد الجمال جمالاً وخدمونا بالمقاعد المميزة لنأنس بالفيل ويأنس بنا.
وأخيراً ما الذي يمكن أن يقال عن المطل، ذلك المكان الساحر الذي نصل إليه عبر طريق جبلي صعب ولكنه لم يصعب على من لديه همة كهمة رجال البلاد قادة ومنفذون استسهلوا الصعب فارتفعوا بنا على ارتفاع 600 قدم لنصل إلى أرض مستوية في قمة الجبال المتراصة عرضها 90 كلم وهناك كان المكان في النهار وبعد المغيب آية من الجمال لتستمتع أنت به وتطل من هناك على مدينة العلا بكاملها بالإضافة لكل الخدمات التي تحتاجها هناك لتجلس وتتأمل وتتفكر في عظمة الخالق وإرادة خلقه وما أودعه فيه ليتعبد ربه في اكتشاف الجمال وإبرازه، هل بقي شيء لم أذكره بعد؟ نعم بقي كثير وكثير جداً. هل سأزور العلا مرة أخرى؟ نعم، بإذن الله سأفعل لأكتشف العلا وأكتشف المزيد من الجمال، نسيت أن أخبركم بأني لم أسكن في تلك الفنادق المميزة ولكني سكنت في مزرعة خاصة بقريب لي فكانت صحبة السماء والنخيل وأصوات الطبيعة في الصباح والمساء هي زادي الذي لم أرتوِ منه رغم قسوة البرد هناك.. لا تفوتوا فرصة لاكتشاف العلا.




http://www.alriyadh.com/1941531]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]