المراسل الإخباري
04-02-2022, 14:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يحمل الأدب رسائل جميلة، وقيماً نبيلة، فهو يسعى دائماً إلى التعبير الجمالي للإنسان والحياة؛ ومن هنا رأينا كثيراً من الأدباء ينشد السمو من منظار الجمال، ويتطلع إلى الارتقاء بالنفس الإنسانية إلى كل ما يهذبها، ويقومها، فالمزج بين السمو والجمال هو غاية ما ترومه النفس، ويصبو إلى رسمه الأديب، وحين نتأمل إبداع الشعراء، وتفنّن الكتّاب، نجد أكثرهم لا يبحث عن السمو بمعزل عن الجمال، ولا يكتفي بالجمال بعيداً عن السمو، وإنما يوائم بينهما؛ ليكون أثر أدبه فاعلاً، هكذا هو الأدب، صياغة بليغة في قالب هادف ومفيد.
وبعيداً عن تلك العلاقة المعروفة بين الأدب والطب، وما نلمسه عند بعض الأدباء من وعي طبي يكاد يظهر في بعض مصنفاتهم الأدبية، وما نشعر به عند بعض الأطباء من حس مرهف يترجمونه في أعمالهم الإبداعية، فإن بين الأدب والطب علائق متعددة، ووشائج متنوعة، وقد نجد في كتاب أستاذنا الدكتور عبدالله الرشيد الذي طُبع في كتاب (مجلة العربية) عام (2014م)، برقم (208) ما يشبع نهم الباحث في هذا الميدان، وقد حمل الكتاب عنوان (الطب والأدب: علائق التاريخ والفن)، وأشار فيه إلى العلاقة بين الطب والأدب من الزاوية التاريخية، والفنية، فنبّه إلى أهم الأسماء التي أسهمت في الطب، وكان لها أثر ملحوظ في الفن الأدبي.
لكننا هنا سنحاول الرؤية من منظار آخر، وذلك من خلال الإشارة إلى ما حوته بعض كتب الأدب المهمة من تشخيص بعض الأدواء، والعلل، ومعرفة مسبباتها، ووصف سبل الوقاية منها، وطرح بعض طرق العلاج لتجنبها، والابتعاد عنها، وقد رصدنا في بعض كتب الأدب القديم جانباً مما يمكن أن نطلق عليه (وصفة طبية)، فمن ذلك مثلاً ما جاء عند ابن المقفع (142هـ) في كتابه (الأدب الكبير) حيث يقول في وصفة طبية عامة: «وأصل الأمر في صلاح الجسد ألا تحمل عليه من المآكل والمشارب والباه إلا خفافًا، ثم إن قدرت على أن تعلم جميع منافع الجسد، ومضاره، والانتفاع بذلك كله، فهو أفضل».
وفي كتابه (البخلاء) يقدم الجاحظ (255هـ) أيضاً وصفات طبية متنوعة، فعندما نقل (أعاجيب أبي عبدالرحمن) أورد هذه الوصايا: «أي بنيّ! إن نسيم الدنيا، وروح الحياة، أفضل من أن تبيت كظيظاً، وأن تكون بقصر العمر خليقاً. وكيف لا ترغب في تدبير يجمع لك صحة البدن، وذكاء الذهن، وصلاح المعاد (...) أي بنيّ! قد بلغت تسعين عاماً ما نغض لي سنّ، ولا تحرّك لي عظم، ولا انتشر لي عصب، ولا عرفت دنين أذن، ولا سيلان عين، ولا سلس بول، ما لذلك علّة إلا التخفيف من الزاد. فإن كنت تحب الحياة فهذه سبيل الحياة».
ويقدم وصفة أخرى في طب الأسنان فينقل هذا النص: «كثرة المضغ تشدّ العمور، وتقوّي الأسنان، وتدبغ اللثة، وتغذو أصولها، وإعفاء الأضراس من المضغ يريّخها، وإنما الفم جزء من الإنسان. وكما أن الإنسان نفسه إذا تحرّك وعمل قوي، وإذا طال سكوته تفتّخ واسترخى، فكذلك الأضراس. ولكن رفقاً».
وتمتلئ كتب الأدب القديم بكثير من الوصفات الطبية التي تشرح، أو تفسّر، أو تعالج، أو تشخّص، وهي فرصة لمن رام الدراسة من الناحية البينية، أو الشعرية، أو غيرها.
http://www.alriyadh.com/1943615]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
وبعيداً عن تلك العلاقة المعروفة بين الأدب والطب، وما نلمسه عند بعض الأدباء من وعي طبي يكاد يظهر في بعض مصنفاتهم الأدبية، وما نشعر به عند بعض الأطباء من حس مرهف يترجمونه في أعمالهم الإبداعية، فإن بين الأدب والطب علائق متعددة، ووشائج متنوعة، وقد نجد في كتاب أستاذنا الدكتور عبدالله الرشيد الذي طُبع في كتاب (مجلة العربية) عام (2014م)، برقم (208) ما يشبع نهم الباحث في هذا الميدان، وقد حمل الكتاب عنوان (الطب والأدب: علائق التاريخ والفن)، وأشار فيه إلى العلاقة بين الطب والأدب من الزاوية التاريخية، والفنية، فنبّه إلى أهم الأسماء التي أسهمت في الطب، وكان لها أثر ملحوظ في الفن الأدبي.
لكننا هنا سنحاول الرؤية من منظار آخر، وذلك من خلال الإشارة إلى ما حوته بعض كتب الأدب المهمة من تشخيص بعض الأدواء، والعلل، ومعرفة مسبباتها، ووصف سبل الوقاية منها، وطرح بعض طرق العلاج لتجنبها، والابتعاد عنها، وقد رصدنا في بعض كتب الأدب القديم جانباً مما يمكن أن نطلق عليه (وصفة طبية)، فمن ذلك مثلاً ما جاء عند ابن المقفع (142هـ) في كتابه (الأدب الكبير) حيث يقول في وصفة طبية عامة: «وأصل الأمر في صلاح الجسد ألا تحمل عليه من المآكل والمشارب والباه إلا خفافًا، ثم إن قدرت على أن تعلم جميع منافع الجسد، ومضاره، والانتفاع بذلك كله، فهو أفضل».
وفي كتابه (البخلاء) يقدم الجاحظ (255هـ) أيضاً وصفات طبية متنوعة، فعندما نقل (أعاجيب أبي عبدالرحمن) أورد هذه الوصايا: «أي بنيّ! إن نسيم الدنيا، وروح الحياة، أفضل من أن تبيت كظيظاً، وأن تكون بقصر العمر خليقاً. وكيف لا ترغب في تدبير يجمع لك صحة البدن، وذكاء الذهن، وصلاح المعاد (...) أي بنيّ! قد بلغت تسعين عاماً ما نغض لي سنّ، ولا تحرّك لي عظم، ولا انتشر لي عصب، ولا عرفت دنين أذن، ولا سيلان عين، ولا سلس بول، ما لذلك علّة إلا التخفيف من الزاد. فإن كنت تحب الحياة فهذه سبيل الحياة».
ويقدم وصفة أخرى في طب الأسنان فينقل هذا النص: «كثرة المضغ تشدّ العمور، وتقوّي الأسنان، وتدبغ اللثة، وتغذو أصولها، وإعفاء الأضراس من المضغ يريّخها، وإنما الفم جزء من الإنسان. وكما أن الإنسان نفسه إذا تحرّك وعمل قوي، وإذا طال سكوته تفتّخ واسترخى، فكذلك الأضراس. ولكن رفقاً».
وتمتلئ كتب الأدب القديم بكثير من الوصفات الطبية التي تشرح، أو تفسّر، أو تعالج، أو تشخّص، وهي فرصة لمن رام الدراسة من الناحية البينية، أو الشعرية، أو غيرها.
http://www.alriyadh.com/1943615]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]