المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأذن والعين والعشق



المراسل الإخباري
04-02-2022, 14:45
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حين انزاحت الأغنية إلى الصورة كانت القصيدة فيها كذلك تؤدي أحد أدوارها التاريخية في الوجود، مهما تسطّحت وامتُهنَت وفقدت اللغة فيها تأثيرها أو حضورها الإبداعي. حيث جاء (الفيديو كليب) إلى الأغنية ليجسّد بشكل أو بآخر حكاية القصيدة من وجهة نظر طرف ثالث غير الشاعر والملحّن، ذلك هو القارئ النوعي لما يستهلكه المتلقون لا لما يطلبه المستمعون، وهو غالباً يجيء على هيئة (مخرجٍ مختص أو مصمم للأفلام القصيرة)، عينه على ما يطلبه السوق الغنائي وما يربح فيه الفنان من سوق القنوات الفضائية المنتشرة والجاهزة لتلقّف كل ما هو مثير للغرائز لا ما هو مثير للشجن،
ثم تطوّر الأمر ليصل لجوهر «الأغنية»، حيث الشاعر وكلماته «المعلّبة للاستهلاك» والمبتذلة في مجملها جراء متطلّبات سوق الأغنية اليوم، حتى بدا لنا أحياناً أن الكلمات الغنائية الجادة التي قام عليها تاريخ الأغنية العربية الطربية مثارًا للسخرية والتندّر!
رأينا هذا ومضينا نجترّ قديم الغناء عندنا، حتى قلت لأصدقائي: لقد توقفت ذائقتي الغنائية عند حدود الثمانينات من القرن المنصرم، ومع عودة الحياة وأنسنتها لمجتمعنا بحفلاتها الغنائية المتنوّعة حضوراً في شتى مدن المملكة، تبيّن لي أن ذلك الوميض استطاع بشكلٍ أو بآخر أن يعمِّق حضور الأغنية حتى على المسرح بفتنة صورتها الأولى وحيثياتها الغرائزية، في المقابل لم أشعر بالغربة، وأنا أرى تذاكر حفلات الأغنيات الخالدة في أرواحنا تنفذ فور طرحها، حتى وإن توقفت رحلة الاستزادة منها واتجهت للتجديد فيها حدّ نسيان هيئتها الأولى.
لذا يبدو أن الغناء اليوم تحوّل من الطرب إلى حيث ساحة العرض والطلب بصيغة تجارية تواتر أو تآمرَ عليها أهله (الشعراء / الفنانون /المتلقّون).
أعود إلى هذا الوسيط النافذ (الفيديو كليب)، ذلك الذي استطاع أن يتسيّد المشهد التعبيري في الأغنية، لأتساءل عن الشعر القديم، هل من الممكن أن يلجأ إلى وسيط آخر غير منابر الإلقاء وأمّهات الكتب ويكون أكثر تأثيراً لدى المتلقّين؟!
أظنه يفعل ذلك اليوم بصورة أنيقة ومدهشة، تمثّلت على سبيل النموذج في العمل الفني الموجود على موقع «اليوتيوب»، حيث وصف الناقة في معلقة طرفة بن العبد من شرح الأستاذ عادل العميري الذي اعتمد على الصورة في تقريب زمن القصيدة إلينا، وبالتالي أنسنة وحشة مفرداتها القديمة، عبر إلقاء واثق ومدهش من الأستاذ فالح القضاع.
حسنًا يا جدنا القديم، صحيح أن (الأذن تعشق قبل العين أحياناً) لكنّ حفيدك اليوم يرى أن (العين تعشق دون الأذن.. كثيراً يا جدنا وليس أحياناً)..!




http://www.alriyadh.com/1943619]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]