المراسل الإخباري
04-03-2022, 22:20
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png عندما تضيع ستبحث عن دليل، وإذا احترت ستبحث عن مستشار أو أكثر، والمشكلة كلها متعلقة بسؤال محوري: كيف تختار عندما لا تعرف كيف تختار؟ تتساوى المشكلة عندما تختار بين أنواع الكتب في موضوع محدد أو عند اختيار لوحة زيتية في معرض فني. ستزور المعرض الفني لأنك تنوي شراء لوحة تزين بها بيتك الجديد، لكنك تدهش باللوحات المعروضة، ألوان معقدة وأفكار أكثر تعقيداً، إلا أنك ترى مجموعة من المهتمين الذين يتحلقون حول لوحة محددة وتقف معهم ولكن دون نتيجة، ما زلت غير مقتنع وربما زادت حيرتك، فكل جواب يفتح باباً لأسئلة أخرى.
عندما اختار المتخصصون في التفاضل والتكامل بين لايبنتس ونيوتن، هل كان اختيارهم منطلقاً من قناعة فكرية خالصة أم كانوا مدفوعين بعوامل أخرى؟ وهل مرت صناعة النشر بحيرة مماثلة عندما ظهرت طابعة غتنبرغ أول مرة في القرن الخامس عشر أم كان الأمر أيسر-في أوروبا على الأقل- كما تشير الأحداث؟ هل اختيار منهج التفاضل والتكامل واختيار تقنية الطباعة مثل اختيار لوحة فنية؟ بحسب البروفسور بارباسي أستاذ علم الشبكات، فإن القاعدة تقول إن الاختيار يخضع للجودة أو الأداء، وإذا تعذر تقويم الأداء فإن الخيار خاضع لعوامل أخرى أهمها الشبكات.
كان اختيار طابعة غتنبرغ واضحاً في أوروبا، فسرعة الطباعة عالية وكلفة الكتاب متدنية وجودة الطباعة نفسها متوسطة في أسوأ الأحوال، كانت مؤشرات التقويم واضحة للمصنعين وللمؤلفين وللقراء. على عكس ذلك، كان موضوع التفاضل والتكامل جديداً، ولم تكن الرياضيات الحديثة قد درست في الجامعات بعد، كما أن وسائل النشر محدودة والأمية منتشرة، فقد أصبح اختيار المنهج العلمي مقصوراً على قليل من المتخصصين الذين يعدون على الأصابع. من أجل ذلك، انتشر منهج لايبنتس لوصوله إلى الشبكة العلمية قبل نيوتن، فأسس للمجال مبكراً وأصبح مرجعاً عندما طرح نيوتن منهجه لاحقاً. وطبقاً لقاعدة بارباسي، فإن لايبنتس بنشره منهجه مبكراً، استعان بالشبكة العلمية التي تمثل عدداً محدوداً من المتخصصين في المركز وعدداً أكبر في الأطراف. ورغم أسبقية لايبنتس، إلا أن نيوتن استطاع اختراق الشبكة التي سبقه لايبنتس إليها، ليثير الجدل في المجتمع العلمي طويلاً حتى وقتنا الحاضر، أما طابعة غتنبرغ، فلم تثر جدلاً يذكر لأن مقياس الأداء واضح تماماً.
لطالما جرت العادة على وصف كل أمر غامض بالرياضيات، اللوحة الحديثة التي تؤدي معنى ضبابياً هي عند الكثير حساب مثلثات فيثاغورس، والقصيدة التي تعج بالمجازات والاستعارات معادلة رياضية من الدرجة الثالثة. وكما وصف بارباسي الأمر، فإن الشبكات الاجتماعية هي التي تحدد سعر اللوحة وقيمة الفنان، لأن الحكم على جودة الفن أمر صعب، ولأن التفاضل والتكامل مجال دقيق، فإن الشبكة العلمية هي التي حددت المنهج الأنسب، وإن كان منهج الاختيار نفسه ليس علمياً خالصاً.
http://www.alriyadh.com/1943821]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
عندما اختار المتخصصون في التفاضل والتكامل بين لايبنتس ونيوتن، هل كان اختيارهم منطلقاً من قناعة فكرية خالصة أم كانوا مدفوعين بعوامل أخرى؟ وهل مرت صناعة النشر بحيرة مماثلة عندما ظهرت طابعة غتنبرغ أول مرة في القرن الخامس عشر أم كان الأمر أيسر-في أوروبا على الأقل- كما تشير الأحداث؟ هل اختيار منهج التفاضل والتكامل واختيار تقنية الطباعة مثل اختيار لوحة فنية؟ بحسب البروفسور بارباسي أستاذ علم الشبكات، فإن القاعدة تقول إن الاختيار يخضع للجودة أو الأداء، وإذا تعذر تقويم الأداء فإن الخيار خاضع لعوامل أخرى أهمها الشبكات.
كان اختيار طابعة غتنبرغ واضحاً في أوروبا، فسرعة الطباعة عالية وكلفة الكتاب متدنية وجودة الطباعة نفسها متوسطة في أسوأ الأحوال، كانت مؤشرات التقويم واضحة للمصنعين وللمؤلفين وللقراء. على عكس ذلك، كان موضوع التفاضل والتكامل جديداً، ولم تكن الرياضيات الحديثة قد درست في الجامعات بعد، كما أن وسائل النشر محدودة والأمية منتشرة، فقد أصبح اختيار المنهج العلمي مقصوراً على قليل من المتخصصين الذين يعدون على الأصابع. من أجل ذلك، انتشر منهج لايبنتس لوصوله إلى الشبكة العلمية قبل نيوتن، فأسس للمجال مبكراً وأصبح مرجعاً عندما طرح نيوتن منهجه لاحقاً. وطبقاً لقاعدة بارباسي، فإن لايبنتس بنشره منهجه مبكراً، استعان بالشبكة العلمية التي تمثل عدداً محدوداً من المتخصصين في المركز وعدداً أكبر في الأطراف. ورغم أسبقية لايبنتس، إلا أن نيوتن استطاع اختراق الشبكة التي سبقه لايبنتس إليها، ليثير الجدل في المجتمع العلمي طويلاً حتى وقتنا الحاضر، أما طابعة غتنبرغ، فلم تثر جدلاً يذكر لأن مقياس الأداء واضح تماماً.
لطالما جرت العادة على وصف كل أمر غامض بالرياضيات، اللوحة الحديثة التي تؤدي معنى ضبابياً هي عند الكثير حساب مثلثات فيثاغورس، والقصيدة التي تعج بالمجازات والاستعارات معادلة رياضية من الدرجة الثالثة. وكما وصف بارباسي الأمر، فإن الشبكات الاجتماعية هي التي تحدد سعر اللوحة وقيمة الفنان، لأن الحكم على جودة الفن أمر صعب، ولأن التفاضل والتكامل مجال دقيق، فإن الشبكة العلمية هي التي حددت المنهج الأنسب، وإن كان منهج الاختيار نفسه ليس علمياً خالصاً.
http://www.alriyadh.com/1943821]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]