المراسل الإخباري
04-06-2022, 00:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن لحظات السعادة لا شكل محددا لها ولا مكان ولا زمان فكل يعيشها بطريقته فقد تكون في فنجان قهوة مع الاستماع لموسيقى جميلة كافية للاستغراق في السعادة المؤقتة. وربما جلسة على الشاطئ أو المشي عليه بأقدام حافية والسماح لماء البحر البارد أن يلامسها..
عندما نقرأ رواية ما أو نتابع قصة مسلسل تمثيلي أو فيلم تحزننا النهايات البائسة التي تبعث الحزن في نفوسنا بسبب تلك النهاية، ومن جانب آخر تشغلنا النهايات المفتوحة التي يتخلى فيها المؤلف عنا ولا يعلمنا ماذا سيحدث ليجعلنا نظل في دوامة السؤال ماذا سيحدث؟ وفي كثير من الأحيان نسخر من النهايات السعيدة فأبطال القصة الذين يعيشون في دوامة مستمرة من الحزن بفعل الأحداث السيئة التي تحدث لهم والهموم المتراكمة الجاثمة على قلوبهم ثم تأتي النهاية التي تحل فيها كل المشكلات ويصبح الأعداء أحباباً وتنقلب كل الأحداث وتعلن النهاية السعيدة نهاية القصة! ولا يعجبنا أن تمتلئ حلقات المسلسل بالأحزان ثم فجأة وفي الحلقة الأخيرة تنتهي كل الأحداث المحزنة ويصبح الجميع سعداء! والعجيب أننا أحياناً رغم عدم رضانا وعدم تصديقنا للنهايات السعيدة إلا أننا نبتسم للنهاية السعيدة ابتسامة فرح نشارك فيها الأبطال نهايتهم السعيدة! لا نصدقهم ولكننا نسعد لهم وكأننا نريد النهاية السعيدة حتى ولو لم ترض ذوقنا الفني فلماذا؟
أمسكت نفسي بالجرم المشهود وأنا أبتسم أمام أحداث مسلسل عربي خفيف لطيف رغم التجارب الصعبة التي مر بها الأبطال نعم، ابتسمت للنهاية السعيدة ثم ما لبثت أن استنكرت هذا عليّ حيث بدوت كإنسانة بسيطة الفكر تنتظر النهاية المعتادة في قصصنا العربية وكانت ابتسامتي تلك كفيلة أن تحثني على كتابة المقال في محاولة للإجابة عن أسئلة تتتالى؛ هل النهايات دائماً سعيدة؟ ولماذا نريد لها أن تكون كذلك؟ وماذا تعني النهاية السعيدة بعد عناء؟ وهل تعني أنه لا عناء بعدها؟
بالتأكيد لا، فالحياة حلقات متداخلة من الراحة والعناء أو السعادة والشقاء وهذه الحلقات لها أحجام فبعضها كبير وبعضها صغير وكلهم في النهاية يدورون ويعودون من حيث بدؤوا وكأنهم ربطوا بساقية ضخمة لا تتوقف أبداً والأحوال فيها تتعاقب والأدوار فيها متبادلة فما يسعدنا اليوم قد يشقينا غداً يقول ديستوفسكي: حياة تمضي وأخرى تبدأ ثم تمضي الثانية لتحل محلها الثالثة وهكذا إلى ما لا نهاية وكأن النهايات مقطوعة بمقص! ثم يقول: هذا كلام معاد ومكرر ولكنه أصدق ما يمكن أن يعبر به عن الحال. هذا القول ذكرني بالبيت الشهير لأبي العلاء المعري:
ما أرانا نقول إلا معاراً
أو معاداً من قولنا مكرورا
فمن الواضح أنه ليست الأقوال وحدها هي المعادة المكرورة بل الأفعال والأحداث فأقوالنا مرتبطة بأفعالنا التي تصنع بعض الأحداث في حياتنا أحياناً تخيفنا هذه الفكرة وبخاصة حين تراها تتجلى لك أو لغيرك.
إن كل نهاية بداية سعيدة كانت أو العكس فحتى تلك الأفراح المزينة بكل جميل ومفرح كقرع الطبول وفستان العروس الأبيض وابتسامات العيون قبل الشفاة في نهاية سعيدة ينتظرها كثير من الناس لأنفسم أو لأحبابهم ومع هذا فهي بداية لمسؤوليات كبيرة وطاقة متجددة للعطاء والتنازل وبذل الحب والاحترام والتفهم لتستمر الحياة ولحظات السعادة فيها أطول وأكثر من غيرها ولكن تلك النهاية السعيدة لا تستمر أحياناً ليس بفعل المسؤوليات فقط بل لأنها بداية لانكسار روحي حين يحدث الانفصال وتبدأ الأحداث السيئة تسيطر على الأحوال وبخاصة لو كان هناك أبناء.. ياه يا لها من حلقات متداخلة ومتلاحقة تلف وتلف والسعيد من آمن منذ البداية بأن هذه هي الحياة ولكنها تتفاوت في قسوتها أو هدهدتها من شخص لآخر فيما لا حيلة له به.
وهنا أعود لما اعتقدته دائماً في نظرتي للسعادة المنشودة فما هي إلا لحظات فقد تجد من تحيط به الأحداث السيئة من كل جانب ويحمل على عاتقه هماً فوق هم ولكنه كلما كان عميق الإيمان كثير التبصر والتفكر في التدبير الإلهي وأن لا حول ولا قوة له إلا بالله ستراه يعيش لحظات الفرح البسيطة بعمق فيبتسم وربما يقهقه ويبدو لمن لا يعرفه سعيداً جداً ولكنه في الحقيقة مهموم جداً يحسن اقتناص اللحظات التي تبدد همه وتنسيه ولو للحظات كل ما يعيشه من صعوبات. إن لحظات السعادة لا شكل محددا لها ولا مكان ولا زمان فكل يعيشها بطريقته فقد تكون في فنجان قهوة مع الاستماع لموسيقى جميلة كافية للاستغراق في السعادة المؤقتة. وربما جلسة على الشاطئ أو المشي عليه بأقدام حافية والسماح لماء البحر البارد أن يلامسها مع امتداد موجة بعد أخرى ولهذا يجدر بنا أن نطبق قول برناردشو: «اكتب لحظاتك الحزينة على الرمال وأوقاتك السعيدة على الصخور».
http://www.alriyadh.com/1944178]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إن لحظات السعادة لا شكل محددا لها ولا مكان ولا زمان فكل يعيشها بطريقته فقد تكون في فنجان قهوة مع الاستماع لموسيقى جميلة كافية للاستغراق في السعادة المؤقتة. وربما جلسة على الشاطئ أو المشي عليه بأقدام حافية والسماح لماء البحر البارد أن يلامسها..
عندما نقرأ رواية ما أو نتابع قصة مسلسل تمثيلي أو فيلم تحزننا النهايات البائسة التي تبعث الحزن في نفوسنا بسبب تلك النهاية، ومن جانب آخر تشغلنا النهايات المفتوحة التي يتخلى فيها المؤلف عنا ولا يعلمنا ماذا سيحدث ليجعلنا نظل في دوامة السؤال ماذا سيحدث؟ وفي كثير من الأحيان نسخر من النهايات السعيدة فأبطال القصة الذين يعيشون في دوامة مستمرة من الحزن بفعل الأحداث السيئة التي تحدث لهم والهموم المتراكمة الجاثمة على قلوبهم ثم تأتي النهاية التي تحل فيها كل المشكلات ويصبح الأعداء أحباباً وتنقلب كل الأحداث وتعلن النهاية السعيدة نهاية القصة! ولا يعجبنا أن تمتلئ حلقات المسلسل بالأحزان ثم فجأة وفي الحلقة الأخيرة تنتهي كل الأحداث المحزنة ويصبح الجميع سعداء! والعجيب أننا أحياناً رغم عدم رضانا وعدم تصديقنا للنهايات السعيدة إلا أننا نبتسم للنهاية السعيدة ابتسامة فرح نشارك فيها الأبطال نهايتهم السعيدة! لا نصدقهم ولكننا نسعد لهم وكأننا نريد النهاية السعيدة حتى ولو لم ترض ذوقنا الفني فلماذا؟
أمسكت نفسي بالجرم المشهود وأنا أبتسم أمام أحداث مسلسل عربي خفيف لطيف رغم التجارب الصعبة التي مر بها الأبطال نعم، ابتسمت للنهاية السعيدة ثم ما لبثت أن استنكرت هذا عليّ حيث بدوت كإنسانة بسيطة الفكر تنتظر النهاية المعتادة في قصصنا العربية وكانت ابتسامتي تلك كفيلة أن تحثني على كتابة المقال في محاولة للإجابة عن أسئلة تتتالى؛ هل النهايات دائماً سعيدة؟ ولماذا نريد لها أن تكون كذلك؟ وماذا تعني النهاية السعيدة بعد عناء؟ وهل تعني أنه لا عناء بعدها؟
بالتأكيد لا، فالحياة حلقات متداخلة من الراحة والعناء أو السعادة والشقاء وهذه الحلقات لها أحجام فبعضها كبير وبعضها صغير وكلهم في النهاية يدورون ويعودون من حيث بدؤوا وكأنهم ربطوا بساقية ضخمة لا تتوقف أبداً والأحوال فيها تتعاقب والأدوار فيها متبادلة فما يسعدنا اليوم قد يشقينا غداً يقول ديستوفسكي: حياة تمضي وأخرى تبدأ ثم تمضي الثانية لتحل محلها الثالثة وهكذا إلى ما لا نهاية وكأن النهايات مقطوعة بمقص! ثم يقول: هذا كلام معاد ومكرر ولكنه أصدق ما يمكن أن يعبر به عن الحال. هذا القول ذكرني بالبيت الشهير لأبي العلاء المعري:
ما أرانا نقول إلا معاراً
أو معاداً من قولنا مكرورا
فمن الواضح أنه ليست الأقوال وحدها هي المعادة المكرورة بل الأفعال والأحداث فأقوالنا مرتبطة بأفعالنا التي تصنع بعض الأحداث في حياتنا أحياناً تخيفنا هذه الفكرة وبخاصة حين تراها تتجلى لك أو لغيرك.
إن كل نهاية بداية سعيدة كانت أو العكس فحتى تلك الأفراح المزينة بكل جميل ومفرح كقرع الطبول وفستان العروس الأبيض وابتسامات العيون قبل الشفاة في نهاية سعيدة ينتظرها كثير من الناس لأنفسم أو لأحبابهم ومع هذا فهي بداية لمسؤوليات كبيرة وطاقة متجددة للعطاء والتنازل وبذل الحب والاحترام والتفهم لتستمر الحياة ولحظات السعادة فيها أطول وأكثر من غيرها ولكن تلك النهاية السعيدة لا تستمر أحياناً ليس بفعل المسؤوليات فقط بل لأنها بداية لانكسار روحي حين يحدث الانفصال وتبدأ الأحداث السيئة تسيطر على الأحوال وبخاصة لو كان هناك أبناء.. ياه يا لها من حلقات متداخلة ومتلاحقة تلف وتلف والسعيد من آمن منذ البداية بأن هذه هي الحياة ولكنها تتفاوت في قسوتها أو هدهدتها من شخص لآخر فيما لا حيلة له به.
وهنا أعود لما اعتقدته دائماً في نظرتي للسعادة المنشودة فما هي إلا لحظات فقد تجد من تحيط به الأحداث السيئة من كل جانب ويحمل على عاتقه هماً فوق هم ولكنه كلما كان عميق الإيمان كثير التبصر والتفكر في التدبير الإلهي وأن لا حول ولا قوة له إلا بالله ستراه يعيش لحظات الفرح البسيطة بعمق فيبتسم وربما يقهقه ويبدو لمن لا يعرفه سعيداً جداً ولكنه في الحقيقة مهموم جداً يحسن اقتناص اللحظات التي تبدد همه وتنسيه ولو للحظات كل ما يعيشه من صعوبات. إن لحظات السعادة لا شكل محددا لها ولا مكان ولا زمان فكل يعيشها بطريقته فقد تكون في فنجان قهوة مع الاستماع لموسيقى جميلة كافية للاستغراق في السعادة المؤقتة. وربما جلسة على الشاطئ أو المشي عليه بأقدام حافية والسماح لماء البحر البارد أن يلامسها مع امتداد موجة بعد أخرى ولهذا يجدر بنا أن نطبق قول برناردشو: «اكتب لحظاتك الحزينة على الرمال وأوقاتك السعيدة على الصخور».
http://www.alriyadh.com/1944178]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]