المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسريب الوثائق



المراسل الإخباري
04-18-2022, 19:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لا يمكن حصر الوطن في حيّز جغرافي ننتمي إليه بفخر وسعادة دون أن يكون لهذا الوطن استحقاقات وواجبات نلتزم بها وتعكس حبّنا وولاءنا له؛ كما أنّ المُواطَنة الحقّة ليست مجرّد شعار يتم ترديده دون أن يقترن بشعور صادق نابع من وجدان نقيّ وحس مسؤول يعي أن الوطن هو القيمة الأعلى والأسنى بعد حب الله ورسوله. فالوطن وقيادته يأتون كقيم متراتبة لها مركزيتها المتجذرة في الوعي والوجدان. فالولاء للوطن فضلاً عن كونه انتماءً واستشعاراً عميقاً بالمسؤولية هو قيمة دينية وأخلاقية حضّ عليها ديننا الحنيف ونهى وحذّر من التفريط بها أو التهاون في أداء واجباتها واستحقاقاتها. فنحن المواطنين بسلوكياتنا المنضبطة المسؤولية نحافظ على مقدّراته ومنجزاته ونصونه عن العبث أو التبديد ومن ثم انعكاس هذا الوعي السلوكي على سلّم حضورنا الحضاري والإنساني بين الأمم.
أن تنتمي لوطن حضاري متقدّم الحضور روحياً وسياسياً وثقافياً هو أن تكون حاملاً لمسؤولية جسيمة تقتضي منك أن تحافظ على مقومات وطنك الثقافية واللغوية والدينية والحضارية؛ التزاماً ومحافظةً ووعياً بأن الأوطان مسيّجة بعد الله بمواطنيها الأباة المخلصين الذين يراعون في هذا الوطن واجباته واستحقاقاته دونما تراخٍ أو تهاون أو استهتار. علاقة تؤطّر هذا التواشج بين الوطن والمواطنين وتحفظ وتنظّم علاقاته وتنهض بخدمة النفع العام للوطن الذي ينعكس تلقائياً على مواطنيه ورفاههم واستقرارهم وأمنهم.
وتشكّل الوثائق الحكومية خصوصاً السرية منها قيمةً وطنيةً مهمةً ما يعني أن تسريبها أو العبث بها تحت أي مبرر غير مقبول من أي مواطن أياً كانت صفته؛ وهو ما يجعل الخطوة التي أقدم عليها المركز الوطني للوثائق والمحفوظات مؤخراً مبعث ارتياح كبير؛ حيث أحسن المركز صُنعاً حين أطلق حملته الإعلامية التي تهدف إلى توعية المواطنين بخطورة تداول الوثائق الحكومية لا سيما السرية منها، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما يتسبب به من إضرار بالأمن الوطني.
وقد نشر المركز الوطني للوثائق عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي تويتر مقطعاً مرئياً يظهر جسامة العمل الذي يقوم به من يسرب الوثائق الحكومية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من المهم جداً ما تم إيضاحه من قبل المركز عن توعية المواطنين بجميع فئاتهم بخطورة التعامل الخاطئ مع الوثائق الحكومية لا سيما السرية منها وذلك عبر نشر معلوماتها بشكل مخالف للأنظمة المرعية في هذا المجال، ما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالأمن الوطني ومقدرات الوطن ومكتسباته.
ما يحدث في وسائل التواصل أو عبر التطبيقات الاجتماعية للتواصل من تسريب للوثائق عمل غير مسؤول وخطير لا يجب التهاون به؛ وهنا يأتي الرهان على الوعي المجتمعي؛ وضرورة تربية الحسّ المواطني تجاه هكذا سلوكيات لا تتسق مع الأمانة والولاء والمواطنة الحقة؛ علينا أن نعي أن المواطنة الحقة تقتضي وعياً مسؤولاً يدرك أن التربية على المواطنة هي تربية على ثقافة أداء الواجب؛ واجب الحفاظ على قيم المجتمع ومقدراته المادية والمعنوية ولا يسمح بتداول أو تسريب أي معلومة تتسم بطابع سري أو حتى عادي.
وتزداد أهمية هذا الالتزام والعمل بمقتضاه سلوكياً بشكل راهني إذ لا يغيب عن كل ذي عقل حصيف حجم التحديات التي تمر بها دولنا وما يحاك ضدها من مؤامرات ومحاولات تجييش وتشويه وغيرها من ابتزازات رخيصة.
ولعل المؤمل أن تساهم هذه الحملة في التعريف بدرجات السرية الخاصة بالوثائق الحكومية والتعريف بنظام عقوبات نشر الوثائق الحكومية وإفشائها والتعريف بآليات التعامل الصحيح مع الوثائق الحكومية لا سيما السرية منها، وفقاً للوائح المركز وتسليط الضوء على مخاطر التسريب والنتائج السلبية الناتجة عن تسريب المعلومات الوطنية. ويبقى دورنا المهم في الحرص على عدم تناقل أو إفشاء الوثائق السرية سواء عن طريق التصوير أو عن طريق التسريب بأي شكل من الأشكال.




http://www.alriyadh.com/1946482]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]