المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماية الأديان



المراسل الإخباري
04-20-2022, 04:21
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ثمة خيط رفيع بين الحرية بمفهومها الغربي، والقداسة التي تكتسبها الأديان والمعتقدات، وفي أحيان كثيرة يتجاوز البعض في الدول الغربية هذا الخيط، ويتجرؤون في سلوك عدواني مجاني على المس بمعتقدات ومقدسات المسلمين وانتهاك مشاعرهم، في وقت تمس فيه الحاجة لما يوثق العرى الإنسانية، ويعلي قيم التسامح والتعايش، فتنتهي هذه الإساءات والتصرفات العنصرية بإذكاء روح الكراهية المتبادلة، وتجر المجتمع الذي تصيبه إلى حالة من الاحتقان والعداء الداخلي، الذي عند انفجاره يخرج عن عقاله ويتعذر احتواؤه، وهو ما رأيناه في السويد الدولة الهادئة التي بدد هدوءها سلوك متطرف لثلة عنصرية مريضة، أقدمت على استفزاز مشاعر العالم الإسلامي بارتكابها جرماً شنيعاً تمثل بإحراق نسخة من القرآن الكريم أمام أنظار العالم.
هذا التصرف العنصري البغيض الذي لم تسبقه أي مقدمات، لا يخدم أي قضية في الواقع، إنما يقدم خدمة جليلة لدعاة الصراع، ومنظري الكراهية، وتكرار مثل هذه التصرفات يستدعي عملاً دولياً لإعادة صياغة مفهوم الحرية وحدودها، إذ بات مفهوم الحرية في الغرب، مفهوماً مطلقاً بلا حدود - باستثناء ما يدعى بمعاداة السامية قطعاً - وأصبحت ساحةً عشوائيةً بلا حدود أو ضوابط من قيم إنسانية أو أعراف أخلاقية.
لقد أدرك العالم خلال أزمة كوفيد- 19 حاجته الماسة للعمل الجماعي، ووحدة مصيره، كما كشفت أزمة الحرب في أوكرانيا هشاشة عالمنا، وتشاركه تداعيات أي أزمة كبرى تصيب جزءاً منه، فحري بالمجتمع الدولي أن يشرع ميثاقاً عالمياً ملزماً يعلي من القواسم المشتركة، والتعايش السلمي، وقبول الآخر، ويحمي المقدسات والأديان من مثيري الكراهية، وأحزاب التطرف، كما ويمنع محاولة اختراق قيم كل دولة في العالم، ومحاولة فرض قيم دخيلة عليها تحت شعار الحرية المزعومة، وبموجب هذا الميثاق تلزم كل دولة توقع عليه بلجم كل سلوك أو عمل يمس هذه المقدسات، أو القيم، فعالمنا اليوم متخم بالأزمات والمشكلات الوجودية، وهو لا ريب بغنى عن مشعلي حرائق الكراهية من العنصريين الأغبياء.




http://www.alriyadh.com/1946791]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]