المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراويح الكلام..!



المراسل الإخباري
04-26-2022, 19:49
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png على حافّة الصمت يقف الكلام فينتهي.. نتكلم كثيراً وقد تموت الألفاظ في متاهات الضجيج الكلامي.. أرهقنا ألسنتنا بالكلمات، أحياناً تشعر أن ليس للصمت هيْبَة في حضرة ما لا يستحق الكلام.. نظن الكلام قوة والصمت ضعفاً حتى نردد "قابل الصوت بالصوت تسلم" هل ذلك يبدو منطقياً.. ويعني أن الحق يعلو بالصوت والكلام الهادر.
ـ قال لقمان لابنه: يا بني، إن غلبت على الكلام، فلا تغلب على الصمت، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، إني ندمت على الكلام مرارًا، ولم أندم على الصمت مرة واحدة.
ـ كم مرة قلتم "ليته سكت" وشعرنا أن الصمت مريحٌ لنا وللآخرين وأن لا جدوى من الاحتماء بمظلة الكلمات، فالصمت أمام المفردة الخاطئة، وخلف الفكرة المختلة أجمل. يقال أحمدُ البلاغة الصمت حين لا يَحْسُنُ الكلام. في الهدوء نعيم وفي الصمت حياة وما بين الاثنين تفاصيل لا أحد يدركها، الصمت تأتأةٌ ثرثارةٌ بين عناصرَ لا تتقن الكلام.
وتكلم أربعة من حكماء الملوك بأربع كلمات كأنها رمية عن قوس: فقال ملك الروم: أفضل علم العلماء السكوت. وقال ملك الفرس: إذا تكلمت بالكلمة ملكتني ولم أملكها. وقال ملك الهند: أنا على ردِّ ما لم أقل أقدر مني على ردِّ ما قلت. وقال ملك الصين: ندمت على الكلام، ولم أندم على السكوت.
ـ كان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - يطيل السكوت؛ فإذا تكلم ربما انبسط قال: فأطال ذات يوم السكوت فقلت: لو تكلمت؟ فقال: الكلام على أربعة وجوه: فمن الكلام كلام ترجو منفعته وتخشى عاقبته، والفضل في هذا السلامة منه، ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى عاقبته، فأقلُّ ما لك في تركه خفة المؤنة على بدنك ولسانك، ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا الذي يجب عليك نشره، قال خلف: فقلت لأبي إسحاق: أراه قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام؟ قال: نعم)
ـ " التكرار ينفع الشطار" كلمات تعلمناها طلاباً وصغاراً حتى لو اختلفت الكلمة الأخيرة وعدلت إلى ما يحرج ويضحك مع فرك الآذان لتصحيح الأخطاء في "حصة" الحساب، ونبرات كلام معادة لضمان عدم تكرارها.. هل بالفعل اليوم نتعلم من التكرار والإعادة..؟ تذكرت عبارة للإمام علي بن أبي طالب حين قال : «لولا أن الكلام يُعاد لنفد».
ـ التدفق العشوائي الهائل بالمشاركة كلاماً وثرثرة في وسائل التواصل الاجتماعي يثير الجدل، ويذيب الأفكار الصحيحة بسبب التجاذبات الذاتية.. الكل يريد أن يتكلم ولا يسمع، ويصمت الآخر ولا يسكت.. يذكر عن عطاء أنه: يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل لمن حوله أنه يؤيد..
ـ نتيقن غالباً أن الشيء الذي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات لا يمكن إدراكه إلا بالصمت فلا تدبر وتأمل وتفكر إلا بذلك.." النفس تتوقف بالصمت وتهدأ، وتجهد النبض حين نراوغ لنتكلم عن عميق داخلنا مع ذلك نجد السكوت يسبقنا ليعبر عنها عبر رسوم ملامحنا.




http://www.alriyadh.com/1947843]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]