تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فن الحياة



المراسل الإخباري
04-28-2022, 04:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أكثر ما يدل على الفن في حياتنا اليومية هو طريقتنا في اختيار ما نلبس، الأزياء، هذا الفعل اليومي الذي نمارسه بتلقائية وأحياناً روتينية هو مسألة فنية دقيقة وإن كان بعضنا لا يلقي لها بالاً أو لا يدركها.
أتذكر الموضوع ونحن على أبواب العيد، حيث تسأل الفتاة صديقتها ماذا سترتدين هذا العيد، ويذهب الأب إلى الخياط كي يحضر الثياب التي فصلها لأبنائه، تقول الأم لدي فستان لم أرتديه من قبل وتبحث البنت عن حذاء يليق بالفستان الذي اختارته لأول يوم.
طلبت منا ابنة أخي حين عرفت أننا ذاهبات أنا وعمتها الأخرى إلى السوق لشراء فستان لأمي التي نعرف ذوقها الصعب، طلبت منا أن نبحث عن بذلة "جمبسوت" والتي بالرغم من اكتساحها للأزياء في السنين السابقة يبدو أنها بدأت تنحسر حيث وجدناها بصعوبة في بعض المحلات. أما ذوق أمي الصعب فهو يعود لأناقتها الشديدة، وتعودها على أرقى أنواع الأقمشة منذ كانت في ميعة الصبا.
في رمضان أصبح من المتعارف عليه ارتداء الجلابيات، وأصبح سوق الجلابيات سوقاً ضخماً يضاف إلى سوق العبايات، وبدون خلط، فالمحل المختص بالجلابيات لا يقوم ببيع العبايات إلا فيما ندر. الجلابيات، ليست تلك الملابس المتواضعة التي كنا نعرفها قديماً، الآن أصبحت فناً بحد ذاته. فناً راقياً وجميلاً له روح وجمال رمضان.
ابنة أخي الآخر ذاهبة إلى صديقتها التي اشتهرت بصنع عبايات غاية في الحسن والإتقان، تخرجت من الجامعة حديثاً، وكانت أثناء الدراسة قد بدأت في هذا العمل، كانت أمي تخبرني بذلك وهي فرحة بأن البنات لديهن هذا الحس الجمالي والعملي معاً. ريم ستعاونها في تغليف الطلبات الذي هو أيضاً يتم بذوق وفن.
وصلت أنا وولدي من كندا أول رمضان، وكنت أعلم أن البحث عن خياط ثياب في وقت متأخر لن يكون مسألة سهلة، أنقذنا خالي الذي لديه نفس مقاس ولدي وتبرع بإهدائنا ثياباً جديدة كان قد استلمها قريباً. نريد أن نضيف له صديري يكمل المنظر البديع.
قضيت ساعات مع أمي أتفرج على فساتينها القديمة، مغرمة أنا بفساتين أمي الحرير الموشاة بالتطريزات الفائقة الدقة والرقة، فستانها الأحمر الذي ارتدته يوم زفافي، والآخر التركواز الذي ارتدته في زفاف أختي والبني في زفاف أخي. كل واحد منهم يحمل لها ذكريات سعيدة، ويذكرني بأمي الجميلة ذات القد المياس وهي تختال بفساتينها الحالمة.
العيد، يحمل معه البهجة والملابس الجديدة، التي صنعتها أيد فنانة وحمل لي فكرة هذا المقال. الأزياء فن الحياة.
كل عيد وملابسه الجديدة وأنتم بخير




http://www.alriyadh.com/1948266]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]