تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اختبار الحاسة



المراسل الإخباري
05-05-2022, 06:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الشعر عندي يشبه الموسيقى، تطرب له ويحرك فيك كل المشاعر والأحاسيس، ولا أعرف الفرق بين المشاعر والأحاسيس، لكن موسيقى الكلام فرضت علي أن أكتبهم الاثنين بجوار بعضهما البعض، عودة إلى حديثي عن الشعر والموسيقى، فإن ما أردت أن أقوله إنني لا أعرف كيف بالضبط تتحرك في المشاعر عند قراءة الشعر، الشعر ليس مفهوما عندي بدرجة كاملة، هناك الكثير من الغموض الذي يزيد الشعر عندي فتنة، هناك الكثير من التأويل لما أراد الشاعر أن يقول، الكثير من التفسير الذي أجد لدي القدرة على اعتماده من دون خوف أو ريبة، فأنا ونص الشاعر وحيدان نخاطب بعضنا، وبإمكاني أن أفهم ما أردت وأنا أقرأ شعرا، ليس للشاعر أن يدخل بيني وبين فهمي لقصيدته وأنا أقرأها وحيدة في غرفتي. هذا ما أمارسه حين أقرأ الشعر وهذا ما فعلته وأنا أقرأ ديوان الشاعر غسان الخنيزي اختبار الحاسة أو مجمل السرد، وبنفس الجرأة أكتب الآن عن الديوان وأقول ما يخطر على بالي، ولأنني لست ناقدة، ولم أدرس الأدب العربي أكاديميا، فإن ما أكتبه إنما هو انطباعات ومشاعر شعرت بها وأنا أقرأ، وإذا كنت حين أكتب عن رواية مثلا لا يتفق معي الكاتب إلى ما فهمته أو وصلت إليه فما بالكم بالكتابة عن ديوان شعر.
كل هذه المقدمة كي أقول إن اختبار الحاسة قد منحني إحساسا عميقا بالراحة، تلك الراحة التي يشعر بها الصوفي وهو يتلو أذكاره، أو النشوة التي يشعر بها متذوق للغة، لغة الشعر.
يأخذنا غسان في ديوانه إلى اللغة الشفيفة والعميقة والحرة وهي تعبر عن الجمال في الحب، في الجسد، في العلاقات الإنسانية، فلا يمكنك بعدها سوى أن تغمض عينيك وأنت تتذوق حلاوة الكلمات: "الجمال، يودع في القصي من الأماكن التي، زارتنا، ورفقت بنا، في النشوة، وفي الترنيمة، وفي الخدر المبرح على الجسد"
الإهداء، "إلى شادية، روحي تبعث النور حيث لامستك، وحيث أضاءت، متنعما بالحضرة، مأخوذا بها".
استخدامه لمفردات صوفية وحسية في ذات الوقت في إهداء الديوان، يمنحك فهم أولي إلى أين ستذهب بنا الكلمات، فأنت تغوص وتحلق في ذات اللحظة، تسمو الروح في الوقت الذي يختبر الجسد حواسه، اللغة تمسك بيدك، وتصير الدليل والشاهد، على اختبار الحاسة.
تختبر الكلمات وهي تكتشف بطريقتها كل الحواس، تستمع إلى الموسيقى، تنظر إلى السماء وإلى الحبيب النائم، تذوق الشاي، تشم رائحة جذوع النخل المحترقة، ونحن نكتشف معها كل المواضع الجميلة التي يمكن أن تصل إليها حواسنا فقط بالخيال وهي تقرأ هذا الديوان الساحر.




http://www.alriyadh.com/1949200]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]