المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صديقٌ جديد.. ألست أسعد البشر؟



المراسل الإخباري
05-08-2022, 04:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تُنعم عليك الحياة بروح إضافية.. حتماً ابتسم لك القدر! تهرب من عثراتها، لتعيش لحظات ساحرة، تكسب صديقاً جديداً.. ألست أسعد البشر؟
عشيّة ليلة شتائية قبل أربعة أشهر، هطلت كيمياء "التوافق الروحي" في لقائنا العابر، يتحدث كما أتحدث، يبتسم كما أبتسم، يزمّ شفتيه كما أفعل، يتجاهل ما أتجاهله، ولا يتوقف عن بث ألق روحه ونُبل قلبه، لم أكن أعلم أنه ليس مجرد صفحة جديدة انبهر بها ثم ما تلبث أن تنطفىء كما هي عادة اللقاءات الخاطفة، بل كتاباً حياً لافتاً مشوقاً، تنبض حروفه وتتراقص كلماته.. أقبض عليه.. أقلب أوراقه ببطء وأتلمسها بهدوء.. خوفاً أن أختم سريعاً صفحته الأخيرة.
منذ سنوات عديدة لم يستطع أحد أن يرتقي إلى مرتبة الصديق "الصفي"، ولا أعرف لماذا؟ أهي ندرة توافق العقل والروح؟ أم طغيان حياتنا المادية؟ أم أنني مع تقدم العمر فقدت الأمل؟ تلكم الليلة لم يكن مجرد رجع صدى بهجة وحبور، بل أمسى مرفأ أمان أركن له، وصدراً يقبض على مكون الأسرار، ويلقيها في بئر لا قرار لها، كما يفعل كل صديق برتبه أخ لم تلده أمك، خلال دقائق تيقّنت أن رفيق دربٍ إضافي قد انضم لرحلتي.
لماذا أفصح اليوم عن مشاعري الخاصة؟ لماذا لا أحتفظ بكنزي دون غيري، أكتب لأنني أشفق على الوحيد بلا أصدقاء حقيقيين، مجرد معارف ورفقاء، أشفق على من يمضي دون أن يشاركه الحمل محب، أكتب لأنني لا أعرف كيف تمضي حياتهم بلا أصدقاء؟ كيف يتجاوزون تقلبات الحياة؟ كيف يزيحون هموهم؟ يشاركون نجاحاتهم؟ كيف يسعدون باحتفالاتهم؟ يتقوقعون على أنفسهم ثم يشتكون البؤس والكآبة!
أكتب لأنني أفخر بالاحتفاء بهذه القيمة الإنسانية الراقية: الصداقة، أكتب لأنني أعلم أن الصديق الصادق إن لم يأخذ بك إلى الأمام فعلى الأقل سوف يكون سنداً وأماناً. أكتب لأنه حتى تسير في تطورات الحياة بأمان ودعم لا بد أن تكسب أصدقاء جدد وتحافظ عليهم، ففي ذلك تجديد للروح وسعادة للقلب، وتحسين لثقة النفس وتقدير الذات، وتوسيع للآفاق ومشاركة التجارب.
قد يكون هذا الصديق إحدى دوائرك الحالية أو حتى السابقة، ممن عملت أو درست معهم، ممن استمتعت بالدردشة معهم، ممن قابلتهم بالصدفة في مكان عام، ولا أروع من أن يكون هذا الصديق من فئة عمرية أخرى، ناهيك أن يكون من خلفية مهنية أو ثقافية مختلفة.
لا يتطلب الأمر سوى أن تؤمن بأن الحياة رفقة عطرة، وأن "الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف"، بالتأكيد عزيزي هناك أصدقاء مناسبون لك، يكملون نقصك، ويعكسون روحك، تحتاج أن تتولى زمام المبادرة نحوهم فقط، بدلاً من انتظارهم.. تحرك الآن.. احضر المناسبات الاجتماعية، ابحث عن مجموعات الأنشطة والهوايات التي تحبها، مارس التطوع الاجتماعي.. باختصار: اخرج وابحث عن صديق.




http://www.alriyadh.com/1949539]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]