المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حماية المواطن من نفسه مطلب اقتصادي



المراسل الإخباري
05-08-2022, 04:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حماية الإنسان من نفسه عن طريق سن أنظمة وإجراءات، أو فرض غرامات وعقوبات تمنعه من تعريض نفسه أو الآخرين للخطر، وتكون حمايته بهذه الطرق ضرورة قصوى عندما لا تجدي معه سبل التوعية والنصح والإرشاد.
وقد مارسنا هذا النوع من الحماية ونجحنا في حالات كثيرة من أشهر أمثلتها رفع قيمة غرامات المخالفات المرورية، خاصة عدم ربط حزام الأمان (وهو حماية للنفس) وعدم استخدام كرسي الأطفال في المركبة (وهو حماية للتابعين) ومخالفة استخدام الجوال أثناء القيادة وفيه حماية للنفس وحماية للآخرين، وبطبيعة الحال فإن غرامات السرعة والتفحيط فيهما حماية للنفس والآخرين.
ومن أمثلة الإجراءات التي تحمي الإنسان من نفسه وسلوكياته قرار رفع الرسوم على منتجات التبغ بعد أن لم تكفِ حملات التوعية بالأمراض الخطيرة التي يسببها التدخين، ووضع صور أضرار السجائر على علبها من الخارج.
ولعل مثال التدخين هو المثال الأوضح والأقرب لما أود المطالبة به هنا، وهو أن نسن أنظمة تحمي الإنسان من الإضرار بنفسه غذائيا، وهو الأمر الذي عجزت عنه التوعية والنصائح الصحية، فما زال شبابنا يتناولون مشروبات ثبت ضررها علميا وبحثيا وعلى رأسها ما يسمى بمشروبات الطاقة، وهي في واقعها مشروبات هدر الطاقة وإتلاف الكلى وخلايا المخ، وثبتت أضرارها علميا، بل شهدنا بسببها حالات وفيات لشباب رياضيين، ولم ينفع مع هذه المشروبات الرفع الطفيف في أسعارها، ومثلها المشروبات الغازية التي هي من أسباب أمراض السكري والسمنة وما ينتج عنها من مضاعفات.
انتشار مطاعم الوجبات السريعة معدومة الفائدة الغذائية عالية الدهون والزيوت معادة القلي وهي الأطعمة المسؤولة عن انتشار السمنة وتثدي الذكور وأمراض القلب والشرايين والكبد.
لا شيء مادي أو اقتصادي يقارن بصحة الإنسان وحياته فهي الأثمن والأهم، ولا أحب أن أربط بينها وبين الأمور المالية، لكن لا بد من التذكير بأن تلك المشروبات والمأكولات (لا أسميها أغذية) الضارة لا تؤثر على متعاطيها فقط، بل تؤثر أضرارها وأمراضها وما تسببه من فقد على الحالة النفسية للمجتمع ممثلا في الأقرباء، ونصرف على علاج الأمراض التي تسببها مبالغ طائلة سنويا، وهذه الأسباب مجتمعة وأهمها صحة الإنسان وحياته مدعاة لأن نتخذ خطوات حازمة لحماية الإنسان من نفسه.




http://www.alriyadh.com/1949540]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]