المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فهمنا تفكير المراهق؟



المراسل الإخباري
05-14-2022, 03:41
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png اليوم في ظل الكثير من المعايير المشوشة، والمدخلات الحسية المتدفقة من وسائل التواصل، والرقابة الأبوية غير المنطقية والعقلانية، وغياب دور المدرسة والجامعة في تعليم مهارات الحياة والتفكير الإيجابي، يعيش المراهقون حالة من الصراع لا يحسدون عليها، وهي التي تشكل ردود فعلهم المضطربة وأزمات المراهقة إلى درجة الاكتئاب.
هل تساءلنا يوماً ما إذا كان المراهق المزعج أو غير السعيد يعاني بالفعل من اكتئاب المراهق؟ بالطبع لا، لأننا نركز في سلوكياته المتأرجحة، ونعتبره شخصاً عنيداً، ويتحدانا، وقليل أدب، وسوف يخرب سمعة العائلة فقط، وما دون ذلك ليست من أولوياتنا.
اليوم مشكلتنا مع المراهق -ذكراً كان أو أنثى- أننا نريد منه أن يفكر مثلنا وبمستوى نضجنا، ولا نريد أن نفهم كيف يفكر، ولا ننصت له، بل إننا نستخدم النصح والمقارنات والنقد المتكرر كوسيلة للتعامل معه، وبعد ذلك نتفاجأ بمقاومته وعناده ثم اكتئابه ومحاولة إيذاء نفسه. علماً أن المراهق عندما يصل إلى حله الخاص فإنه يشعر بالسيطرة، وليس كما نفهم أن لديه حاجة أو رغبة في التمرد، وعندما نتحدث معه بما نفكر فيه فمن دون شك سيرفض أفكارنا، لأنه لا يحب أن يتحكم به أحد ويكره محاضرات الآباء والأمهات.
اليوم يرى المراهقون الأشياء كما تبدو في الحاضر، إنهم لا يتخيلون أنفسهم بعيداً جداً في المستقبل، أو يتوقعون كيف تؤدي أفعالهم إلى نتائج سلبية في المستقبل. إنهم يميلون إلى التفكير في كيفية تأثير الأشياء عليهم الآن، ولا يميلون إلى رؤية التعقيد في المواقف أو الدوافع الكامنة وراء الناس كما يقوله الآباء.
اليوم عندما نحاضر أمامهم فإن نوايانا النبيلة قد تؤدي إلى نتائج عكسية، فيصابون بالإحباط، لأنهم لا يستطيعون متابعة أفكارنا.
إنهم يسمعون قلقنا لكنهم لا يفهمون مضمون رسالتنا، ويشعرون على إثر ذلك بعدم الكفاءة التي تؤدي بهم إلى الإحباط والعجز والتوتر، ويؤدي التوتر إلى سلوكيات سلبية ومقلقة. من ناحية أخرى فالعاطفة هي عدوك عندما تحاول التواصل مع ابنك المراهق، ذكّر نفسك أن ما يقوله وما يفعله لا ينعكس عليك، قد لا تعجبك الطريقة التي يتصرف بها، أو حتى كيف يفكر، ولكن أبقي مشاعرك بعيدة عن ذلك، حتى لو كان سلوكه يؤثر عليك.. فلا يوجد سبب يدعو للغضب منه لكونه على طبيعته فربما يكون قد اتخذ قراراً سيئاً، ولكن الحقيقة هي أنه ربما لم يكن لديه بعدُ المهارات اللازمة لصنع خيار أفضل، لذا فإن مهمتك هي المساعدة في توجيهه إلى خيارات أفضل حتى يتمكن بدوره من تطوير مهارات أفضل في حل المشكلات.
اليوم يفضل أن نسأل المراهق عن أفكاره، وأن نكون متعاونين معه، حتى يرى أننا نؤمن به، ولسنا غاضبين منه بسبب معاناته في حياته، وعندما ندعه يرى أن لدينا إيماناً بقدراته ولديه مساحة للعمل بمفرده عندها سنبدأ في تطوير ثقة حقيقية به، فالمفتاح هو تكريم ذكائهم من خلال مساعدتهم على معرفة كيفية اتخاذ الخيارات الصحيحة بأنفسهم.




http://www.alriyadh.com/1950662]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]