الوعي وعفن السوشل ميديا

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لم يكن يدور بخلد صمويل مورس وهو ينقل رسالته الإلكترونية المُشفّرة من مدينة بالتيمور إلى العاصمة الأمريكية واشنطن باستخدام جهاز التلغراف، في عام 1844م أن هذه الخطوة الأولى في عالم وسائل التواصل الاجتماعي ستقلب العالم رأسا على عقب فيما بعد. حيث يُعتبر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين العصر الذهبي لظهور العديد من مواقع التواصل الاجتماعي، ويأتي على رأسها موقع اليوتيوب الذي ظهر عام 2005م، ثمّ شهد عام 2006م إطلاق موقع الفيس بوك، كما شهد العام نفسه إطلاق موقع جديد من مواقع التواصل الاجتماعي وهو موقع تويتر، وفي عام 2010م تمّ إطلاق منصة الإنستغرام، وفي العام 2011م أطلق كلّ من إيفان شبيغل وريجي براون وبوبي ميرفي منصة سناب شات، وكان آخر ظهور لمواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة في العام 2016م عندما أطلقت شركة (ByteDance) الصينية تطبيق تيك توك الذي وصل عدد مستخدميه في أوائل عام 2020م إلى ما يزيد على 800 مليون مستخدم حول العالم.
واليوم أصبح عالم السوشل ميديا عالما افتراضيا واسعا يسير جنباً إلى جنب مع عالمنا الواقعي، بل قد يعيش الكثير من الشباب بالذات فيه أكثر من عيشهم في عالمهم الواقعي. وعلى الرغم من وجود المحتوى الهادف في هذا العالم الجديد، إلا أن المحتوى الهابط والمسيء والمهدد للصحة الجسدية والنفسية والفكرية يفوق ذلك بكثير. ففي العالم الواقعي، تعطى منابر التحدث والنصيحة والاستشارة لمن يملك العلم والمعرفة ويتوافر على التأهيل اللازم، أما في عالم السوشل ميديا فقد اختلط الحابل بالنابل حتى ظهرت لنا ما يمكن أن أسميها "استشارات الفشل"، فالفاشل دراسياً يقدم نصائحه حول الدراسة، والمطلقة وربما عدة مرات تقدم نصائحها الذهبية فيما يخص الحياة الزوجية، والفاشل في زواجه ينصح كيف التعامل مع الزوجة، والعاق لوالديه يحدثنا عن التعامل الأمثل معهم.. إلخ. وأصبح الكل يفتي في الدين، والاقتصاد، والاجتماع، والصحة.. إلخ. مثل هذا الواقع قاد إلى الكثير من الأخطاء والانحرافات والمشاكل التي تقتضي من المؤسسات التربوية المختلفة وضع الخطط المناسبة للتعامل معها، فزيادة الوعي أمر مهم لوقف هذا "العفن" أو على الأقل التقليل من آثاره.. ولنا عودة.




http://www.alriyadh.com/1950957]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]