المراسل الإخباري
05-17-2022, 06:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png هل الفن يمكن أن يكون في معزل عن الأيديولوجيا؟ وأقصد بالفن هنا، الكتابة الإبداعية، والرسم والموسيقى والغناء، رغم أن الأخير يمكن له أن يكون في معزل، لكنه سيظل متأثراً ببيئته ومحيطه في كل الأحوال.
هذا الموضوع سبق له وأن طرح في استطلاع صحفي في إحدى المجلات الثقافية العربية، ورغم تباين الردود من المشاركين فيه، والذين كان أغلبهم كتاباً وفنانين، ظل السؤال مطروحاً، وهو بكل بساطة يعني، هل يمكن للفن والإبداع عموماً أن يكون مفصولاً عن قيمك ومبادئك وأيديولوجيتك التي تؤمن بها، أم يمكن له أن يكون حيادياً؟ ويمكن لنا من أجل تبسيط الفكرة أن نقارنها بالصحفي الاستقصائي الذي يجري تحقيقاً صحفياً، أثناء إجرائه لذلك التحقيق هل يمكن له أن يكون حيادياً حول القضية التي يحقق فيها أم لا بد له أن يتعاطف مع أبطالها، ويتبنى قصتهم. شخصياً أؤمن بأن الكاتب لا يمكن أن يكون معزولاً عن أيديولوجيته، وأيضاً لا يمكن أن يكون معزولاً حتى عن قيمه الاجتماعية، لكن الفن يجب أن يتميز بالصدق وعلى درجة عالية من الإنسانية، ليقدم فناً، وفي ظني أن قلم الكاتب سوف يفضحه في مثل هذه الحالات، فإن كان على سبيل المثال عنصرياً أو متعصباً لفكرة ما، فإنه لن يتمكن من التعبير عن الحالة الإنسانية التي يشعر بها من يقع عليه حالة التنمر تلك، كيفما كان شكلها، وحتى لو حاول أن يعبر عنها فإن قلمه لا بد أن يفضحه أمام قارئه، بمعنى أو بآخر لا بد أن أكون على درجة عالية من الإنسانية حتى أستطيع أن أعبر عن الإنسان، والمعاناة الإنسانية بكافة أشكالها، وضروبها.
والكتابة الإبداعية على كل حال - ليست تقريراً صحفياً - الذي يجب أن يمتاز باللغة المباشرة غير القابلة للتأويل - أو مقالة صحفية-، هي تجمع بين اللغة والحس والهم الداخلي، وفي ذات الوقت تمثل جزءاً من كينونة الكاتب، الذي لا يمكن له أن ينفك عن ذاته وحقيقة ما يؤمن به، مهما حاول أن يراوغ ـ أما إذا حاول أن يتصنع فإنه حينها يسقط في اللغة المباشرة ـ ومن ثم يفشل عمله، بمعنى أن المراوغة هي لعبة لغوية في الأساس لا يجيدها سوى القادرون من القلة من الكتاب لدينا، وهي موهبة في الأساس وملكة، لكنها تأتي بالمراس والمداومة على القراءة والكتابة.
والفن عموماً لا يقبل اللغة المباشرة ويسقط تماماً إذا لامسه شيء منها، ولا بد أن يمتاز باللغة المراوغة والقابلة لأكثر من تأويل، وأكثر من دلالة، ومع ذلك فاللغة بصفاتها هذه، لا نجدها متوفرة إلا لدى قلة من كتابنا المحليين.
http://www.alriyadh.com/1951194]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هذا الموضوع سبق له وأن طرح في استطلاع صحفي في إحدى المجلات الثقافية العربية، ورغم تباين الردود من المشاركين فيه، والذين كان أغلبهم كتاباً وفنانين، ظل السؤال مطروحاً، وهو بكل بساطة يعني، هل يمكن للفن والإبداع عموماً أن يكون مفصولاً عن قيمك ومبادئك وأيديولوجيتك التي تؤمن بها، أم يمكن له أن يكون حيادياً؟ ويمكن لنا من أجل تبسيط الفكرة أن نقارنها بالصحفي الاستقصائي الذي يجري تحقيقاً صحفياً، أثناء إجرائه لذلك التحقيق هل يمكن له أن يكون حيادياً حول القضية التي يحقق فيها أم لا بد له أن يتعاطف مع أبطالها، ويتبنى قصتهم. شخصياً أؤمن بأن الكاتب لا يمكن أن يكون معزولاً عن أيديولوجيته، وأيضاً لا يمكن أن يكون معزولاً حتى عن قيمه الاجتماعية، لكن الفن يجب أن يتميز بالصدق وعلى درجة عالية من الإنسانية، ليقدم فناً، وفي ظني أن قلم الكاتب سوف يفضحه في مثل هذه الحالات، فإن كان على سبيل المثال عنصرياً أو متعصباً لفكرة ما، فإنه لن يتمكن من التعبير عن الحالة الإنسانية التي يشعر بها من يقع عليه حالة التنمر تلك، كيفما كان شكلها، وحتى لو حاول أن يعبر عنها فإن قلمه لا بد أن يفضحه أمام قارئه، بمعنى أو بآخر لا بد أن أكون على درجة عالية من الإنسانية حتى أستطيع أن أعبر عن الإنسان، والمعاناة الإنسانية بكافة أشكالها، وضروبها.
والكتابة الإبداعية على كل حال - ليست تقريراً صحفياً - الذي يجب أن يمتاز باللغة المباشرة غير القابلة للتأويل - أو مقالة صحفية-، هي تجمع بين اللغة والحس والهم الداخلي، وفي ذات الوقت تمثل جزءاً من كينونة الكاتب، الذي لا يمكن له أن ينفك عن ذاته وحقيقة ما يؤمن به، مهما حاول أن يراوغ ـ أما إذا حاول أن يتصنع فإنه حينها يسقط في اللغة المباشرة ـ ومن ثم يفشل عمله، بمعنى أن المراوغة هي لعبة لغوية في الأساس لا يجيدها سوى القادرون من القلة من الكتاب لدينا، وهي موهبة في الأساس وملكة، لكنها تأتي بالمراس والمداومة على القراءة والكتابة.
والفن عموماً لا يقبل اللغة المباشرة ويسقط تماماً إذا لامسه شيء منها، ولا بد أن يمتاز باللغة المراوغة والقابلة لأكثر من تأويل، وأكثر من دلالة، ومع ذلك فاللغة بصفاتها هذه، لا نجدها متوفرة إلا لدى قلة من كتابنا المحليين.
http://www.alriyadh.com/1951194]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]