المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو الطيب كان مسرحياً



المراسل الإخباري
05-17-2022, 06:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حين نبحر ونتعمق في سيرة الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي ومراحل حياته المشحونة بالشعر والسياسة والفروسية والحب، سوف تتكشف لنا هذه الشخصية الاستثنائية بأنها شخصية مسرحية بحد ذاتها، فقصة حبه للأميرة خولة أخت سيف الدولة والقصائد التي قال فيها من أشعار، تستحق أن تكون من الأعمال المسرحية التي يكون ملحها الحب وخبزها العشق، والمتنبي تتطابق شخصيته من الناحية الدرامية مع شخصية مكبث الذي قال: (وما الدنيا إلا مسرح كبير، والناس ممثلون على مسرح الحياة، الكل يؤدي دوره وأنا دوري الحزين) هذا القول لمكبث كتبه له الكاتب والأديب الإنجليزي وليم سكشبير، الذي شبه الحياة بأنها مسرح في مسرحيته التراجيدية مكبث والتي كتبها عام 1603م، فجعل بطل المسرحية مكبث القائد الإسكتلندي يقول ما قاله وما الدنيا... إلى آخره.
لكن المتنبي لم يكن دوره الحزين، بكل كان دوره شاعراً مازلنا نستخدم شعره منذ أكثر من ألف سنة، وستظل قصائده ومقولاته شاهدة عبر مر الأزمان على عبقريته ونفاذ بصيرته، أليس هو القائل: "ما كل ما يتمنى المرء يدركه.. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، وقائل: "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته.. وإن أكرمت اللئيم تمردا"، كما قال أيضاً: "أعز مكان في الدنى سرج سابح.. وخير جليس في الزمان كتاب"، والقائل: "ذو العقل يشقى النعيم بعقله.. وأخو الجهالة ينعم في الشقاوة"، وقال: "ما الدهر إلا رواة قصائدي.. إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا"، وقائل: "أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي.. وأسمعت كلماتي من به صمم"، وهو الذي قال: "الخيل والليل والبيداء تعرفني.. والسيف والرمح والقرطاس والقلم".
البعض منا يعرف من هو المتنبي الذي ولد في الكوفة بالعراق عام 915 ميلادي وعاش أجمل سنوات حياته في حلب ببلاد الشام، كتب فيها أجمل ومعظم شعره وهو في كنف سيف الدولة الحمداني أمير بني حمدان، التي حكمت حلب وأنطاكيا والموصل قرابة المئة سنة، والبعض منا قد لا يعرف أبو الطيب أحمد بن الحسين الشاعر المشهور المعروف بالمتنبي، صاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة، أحد أكثر شعراء العرب شهرة، وأحد أفذاذ الزمان ومفاخر الأدب العربي، وسيد شعراء عصره وإمام من جاء بعده، الذي أثر بشخصه وبشعره في الكثير من الشعراء والحكام، فهو لم يكن مجرد شاعر يملك من الفصاحة والبلاغة ما لا يملكه غيره من الشعراء فقط، بل كان له شخصيته المميزة التي كان يعتز بها كثير ما في قصائده ومجالسه الشعرية، لكن كما أعرفه من خلال ما قرأت له، أراه رجلاً فناناً مسرحياً في حله وترحاله، في شعره وأقواله، فمن يقرأ ويحفظ له قصيده يشعر بأنه أمام ممثل يتقن الأداء اللفظي والحركي برقي الإحساس والإلقاء، وسيرى أن المتنبي بطل على المستوى الإبداعي في مسرح حياته، مات وبقيت قصائده مسرحيات خالدة.




http://www.alriyadh.com/1951195]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]