المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمارة القايلة.. وأخطاؤنا الأخرى



المراسل الإخباري
05-17-2022, 06:28
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كنت مسؤولاً في طفولتي عن أطفال أصغر، ولما استفزّتني طفلة هددّتها أنّي سأكلّم الشرطة، فأخذت تبكي وتنوح ومهما حاولت أن أطمئنها أني أمزح وأن الشرطة ليسوا مرعبين هكذا لم ينفع، ورغم صغري إلا أني ندمت، ولم أدرك لقلة خبرتي أن الأطفال يرتعبون بسهولة من التخويفات مهما كانت، ولا يفرّقون بين الخيال والواقع، لهذا قد يشاهد رجل فيلماً مليئاً بالقتل والدماء ويتثاءب ضجراً، أما لو رآها طفل فسيرتاع ولن يستطيع أن ينام وحده لسنين.
من ذلك أسلوب تربوي رديء يستخدمه الكبار منذ قديم الزمان وإلى اليوم، وهو القصص المخيفة عن وحوش خيالية، مثل "حمارة القايلة"، وهي من قصص الجدّات التي حُبِكَت لتخيف الصغار، وهذه الحمارة كان يقول الأقدمون إنها كائن له رأس وأطراف حمار وجسم إنسان، وأنها تخرج في القايلة - أي الظهيرة وقت القيلولة - وتلتهم الصغار الذين خرجوا في هذا الوقت، ويبدو أن الهدف منها كفُّ أذى الصغار وإزعاجهم ومنعهم من الخروج وقت الحر الذي يمكن أن يضرهم ولئلا يصيبهم أذىً غير ذلك، وهذه القصة المخيفة رغم أنها قد تكون حققت هدفها على المدى القصير إلا أنها على المدى الطويل تضر أكثر، فهي أولاً تبث الرعب في نفس الطفل، وهذا غير الخوف الطبيعي النافع.
ثانياً: هي كذب نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بعينه، يروي عبدالله بن عامر بن ربيعة من طفولته: دعتْني أُمي يومًا ورسولُ اللهِ قاعدٌ في بيتِنا فقالتْ: ها، تعالَ أُعطيكَ. فقال لها رسولُ اللهِ: وما أردتِ أنْ تعطيهِ؟ قالتْ: أُعطيهِ تمرًا، فقال لها رسول الله: أمَا إنك لو لمْ تُعطيهِ شيئًا كُتبتْ عليكِ كَذِبةٌ.
ثالثاً: تزيد العناصر التي تخيف الطفل، فالإنسان طبيعةً يخاف الأشياء التي فيها ضرر أو خطر، لكن زيادة الأشياء التي تخيفه حتى تشمل كائنات خيالية كثيرة قد يزرع الجُبن في نفسه.
في أحيان نادرة لا بد من كذبات كهذه لتنقذ الطفل من خطر، لكن غالبا هناك بدائل تربوية أفضل.




http://www.alriyadh.com/1951235]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]