المراسل الإخباري
05-18-2022, 03:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png الحياة ساحة كبيرة ممتدة أمامنا كل له حياته، وأفعاله، ورغباته، وقناعاته واعتقاده.. الكل يرسم مسيرته على دفاتر الهوى، وصحائف الحاجات.. ذلك يريد أخذ أمر ما، والآخر يرغب في الحصول على أمر آخر، والثالث يبتغي أمورا مختلفة والكل يجمع لنفسه ما يرى أنه يستحقه، وهل تجمع ما تريد حقا أم ما يزيد على حاجاتك؟
هل نفكر حقا فيما نجمعه ونبحث عنه ونريد الحصول عليه في هذه الدنيا ونعرف مآلاته أم تموج بنا الأهواء؟
يروى أن واليا حكيما استدعى مساعديه الثلاثة، فأراد اختبارهم وطلب منهم أمراً غريباً؛ طلب من كل مساعد أن يأخذ سلةً ويذهب إلى بستان القصر، وأن يملأ هذا السلة للوالي من مختلف طيبات الثمار والزروع، كما طلب منهم ألا يستعينوا بأحد في هذه المهمة، وألا يُسندوا المهمة إلى أحد آخر. استغرب المساعدون من طلب الوالي، وأخذ كل واحد منهم سلته، وانطلقوا إلى البستان.
المساعد الأول حرص على أن يُرضي الوالي فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخيَّر الطَّيب والجيد من الثمار حتى ملأ السلة، أمَّا المساعد الثاني فقد كان يظن أن الوالي لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحرَّ الطيب من الفاسد حتى ملأ السلة بالثمار كيف ما اتفق.. أمَّا المساعد الثالث فلم يعتقد أن الوالي سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً فملأ السلة بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار، وفي اليوم التالي أمر الوالي أن يُؤْتَى بالمساعدين الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها، فلما اجتمع المساعدون بالوالي أمر الجنود أن يأخذوا المساعدين الثلاثة ويضعوا كل واحدٍ على حدة مع السلة التي معه لمدة معينة في مكان في القصر لا يصل إليهم فيه أحد وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.
فأما المساعد الأول فبقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة.. وأما الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدًا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها.. أما الثالث فقد تضور جوعا وكاد يموت قبل أن ينقضي الشهر الأول. وهكذا اسأل نفسك: أي مساعد أنت؟ حيث إنك تجول في بستان الحياة وحقول الاحتياجات تنطلق حرا لتجمع من الأمور فلا تدرك حقا ماذا سيعود عليك ذاك كله.. كم من الأمور جمعتها فكان الأذى والضيق يغلفها، وكم جمعت ما زادك خيرا، وكم كان جمعك لا طائل منه فهل جمعنا أطايب الفاكهة أم مخلوطها أم بقاياها وفاسدها؟ وهل نستطيع بوعينا البسيط إدراك ذلك.. أم تطؤنا النيات وتغمرنا الظنون فلا ننتبه؟
http://www.alriyadh.com/1951375]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هل نفكر حقا فيما نجمعه ونبحث عنه ونريد الحصول عليه في هذه الدنيا ونعرف مآلاته أم تموج بنا الأهواء؟
يروى أن واليا حكيما استدعى مساعديه الثلاثة، فأراد اختبارهم وطلب منهم أمراً غريباً؛ طلب من كل مساعد أن يأخذ سلةً ويذهب إلى بستان القصر، وأن يملأ هذا السلة للوالي من مختلف طيبات الثمار والزروع، كما طلب منهم ألا يستعينوا بأحد في هذه المهمة، وألا يُسندوا المهمة إلى أحد آخر. استغرب المساعدون من طلب الوالي، وأخذ كل واحد منهم سلته، وانطلقوا إلى البستان.
المساعد الأول حرص على أن يُرضي الوالي فجمع من كل الثمرات من أفضل وأجود المحصول وكان يتخيَّر الطَّيب والجيد من الثمار حتى ملأ السلة، أمَّا المساعد الثاني فقد كان يظن أن الوالي لا يريد الثمار ولا يحتاجها لنفسه وأنه لن يتفحص الثمار فقام بجمع الثمار بكسل وإهمال فلم يتحرَّ الطيب من الفاسد حتى ملأ السلة بالثمار كيف ما اتفق.. أمَّا المساعد الثالث فلم يعتقد أن الوالي سوف يهتم بمحتوى الكيس أصلاً فملأ السلة بالحشائش والأعشاب وأوراق الأشجار، وفي اليوم التالي أمر الوالي أن يُؤْتَى بالمساعدين الثلاثة مع الأكياس التي جمعوها، فلما اجتمع المساعدون بالوالي أمر الجنود أن يأخذوا المساعدين الثلاثة ويضعوا كل واحدٍ على حدة مع السلة التي معه لمدة معينة في مكان في القصر لا يصل إليهم فيه أحد وأن يمنع عنهم الأكل والشراب.
فأما المساعد الأول فبقي يأكل من طيبات الثمار التي جمعها حتى انقضت الأشهر الثلاثة.. وأما الثاني فقد عاش الشهور الثلاثة في ضيق وقلة حيلة معتمدًا على ما صلح فقط من الثمار التي جمعها.. أما الثالث فقد تضور جوعا وكاد يموت قبل أن ينقضي الشهر الأول. وهكذا اسأل نفسك: أي مساعد أنت؟ حيث إنك تجول في بستان الحياة وحقول الاحتياجات تنطلق حرا لتجمع من الأمور فلا تدرك حقا ماذا سيعود عليك ذاك كله.. كم من الأمور جمعتها فكان الأذى والضيق يغلفها، وكم جمعت ما زادك خيرا، وكم كان جمعك لا طائل منه فهل جمعنا أطايب الفاكهة أم مخلوطها أم بقاياها وفاسدها؟ وهل نستطيع بوعينا البسيط إدراك ذلك.. أم تطؤنا النيات وتغمرنا الظنون فلا ننتبه؟
http://www.alriyadh.com/1951375]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]