المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجيش الأبيض السعودي



المراسل الإخباري
05-26-2022, 23:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حين قال لي الممرض الذي استقبل والدي على كرسيه المتحرك :(اعتبروا نفسكم في بيتكم)، لم أُعر كلامه اهتماماً بل استغربته، فهو قد يقال في فندق، أو في مطعم أو في طائرة.
استلم الممرض كرسي والدي - رحمه الله - ولحقت به الممرضة ملامحها كأنها ملامح أخواتي؛ أخواتكم؛ أخواتنا كلنا، أحسست بحسرة أمام اهتمامهم فقد تفوقوا عليّ في الاهتمام بوالدي.
في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية تشعر أن كل من تمر به وأنت متجه إلى الطبيب أنه يعرفك ويحبك، فضلاً عن هيبة المباني وجمالها ونظافتها وكثرة الحركة فيها وتشعر كأنك في خلية نحل شعارها النشاط والتعاون والتكاتف وكل هذا يعزز ثقتك بالطب والطبيب في بلادنا بحمد الله.
المدينة سعودية خالصة بإدارييها وممرضيها وأطبائها، أجهزة طبية متقدمة ودقيقة تعزز من قدراتهم وتساعدهم في أداء رسالتهم.
ولعلنا نستذكر في أيام كورونا الكئيبة لا أعادها الله؛ تبين لكل العالم ما هي السعودية في قدراتها وكوادرها البشرية في الذود عن شعبها والمقيمين على أراضيها والعناية بهم صحياً؛ لقد شاهد الجميع وشاهدت بنفسي ذلك الجيش الأبيض السعودي لأول مرة في أغلب مرافقنا الصحية، ففي مواقع اللقاح تجد الغرف المرتبة والألوان الزاهية والخدمات الراقية والتي تسهل على الزائر أخذ الجرعة أو إجراء الفحص بكل سلاسة وسهولة حيث النظام والتعاضد والتتابع المتقن الذي يحقق التكامل ضد الفيروس الأشرس في تاريخ البشرية.
حركة متناغمة، اتصالات تنسيقية، توصيات بين فرق العمل في المكاتب والممرات تنبئ عن شغف بالاتقان، والأهم أن الابتسامة والترحيب هما العنوان الأبرز لكل مراجع.
الأطباء يتواضعون للمرض والمرضى في خطة متقنة للقضاء على الألم وإعادة السعادة للجميع حتى لهم أنفسهم حين يُشفى أحد المرضى. في هذه المدينة مدينة طبية كاملة، فيها قطارات تربط المباني ببعض وممرات كالشوارع إلا أنها بالرخام، سلوكيات وعلاقات اجتماعية نبيلة تربط الجميع، مدينة تشعر أن روادها من العاملين والزائرين والمنومين ومرافقيهم؛ مؤمنون بخدمة الوطن وبرسالته الإنسانية وتربية المواطن بتوفير أسباب السلامة والصحة حتى يسهم في التنمية بقدرة واقتدار. في آخر تنويم لسيدي الوالد -رحمه الله-، تذكرت الأفذاذ، بدون ألقاب: أحمد العسكر وصالح الجاسر ومحمد السوداني وصالح المطيويع ومحمد الدقر ومرام الفوزان وأمجاد السريع وعبدالله التركي وسامي العيسى، ومساعديهم كافة، وكافة الطاقم في هذا الصرح الشامخ؛ والذين تعاملوا مع والدي كوالد وليس كحالة مرضية محولة لهم.
كنت أسأل نفسي دائماً من يدير هذه المدينة الكبيرة المتسقة كقطعة موسيقية ناجحة؟! وأضفت لابد أن من نجح في إدارته نجح في جميع شؤون حياته، وأستحضر سؤالاً آخر: هذا الجيش السعودي الأبيض من أين ترسخت فيه هذه الحماسة والوفاء والإتقان؟
وجدت جواباً واحداً هو الذي أقنعني: العقيدة الصادقة والتربية الصالحة والوطن ورؤيته الضافية بقيادته الحكيمة المتجهة للمستقبل بخطوات واثقة وثابتة.




http://www.alriyadh.com/1952840]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]